ثم نأتي إلى فئة أخرى من الناس تساورها المخاوف. و ربما كان أعظمها الخوف من الفشل.هؤلاء المعطوبون يخشون خسارة لعبة الحياة بحيث يجدون مفرا سهلا منها بعدم الاشتراك فيها.
فيجلسون منفردين جانبا و لسان حالهم يقول :" إنني لا أحب قوانين اللعب" أو " لا أبالي كثيرا بالحكم". أو " ليست قذفة الكرة كاملة المدى" أو " الأهداف غير صائبة".أذكر أني تكلمت قبل بضع سنوات مع أحد الباعة في معرض للسيارات المستعملة. فلما نظرنا خارج غرفة المعرض,رأينا رجلا يجول و يرفس عجلات السيارات و يضرب غطاء العجلات بعنف. قال البائع بامتعاض:" انظر إلى ذلك الرجل. إنه رافس عجلات. و امثاله ينغصون عيشنا.يأتينا أحدهم, و يصغي إلى المحرك, فيقول: أتسمع القرقعة, مع ان أحدا سواه لا يستطيع ان يسمعها. فهم دائما يجدون خطأ ما. و يخشى الواحد منهم أن يختار, فلا يشتري شيئا,لأنه لا يقدر أن يقرر,و لهذا ينتحل الأعذار دائما."الدنيا مليئة برافسي العجلات. أناس يخشون الفشل و يخافون أن يتخذوا قرارا خاطئا. فماذا يحدث لأمثال هؤلاء عندما يواجهون العزم على الحياة المسيحية؟ إنهم يرون في الإيمان مجازفة كبرى و صعبة جدا. فاتخاذ القرارات يشق عليهم,بل يشقهم شقا. كما أن التسليم للروح القدس و الخضوع لله بالفعل يكادان يكونا صدمة رهيبة لهم. و ما أصعب الانضباط عليهم. يعيش هؤلاء الخوافون على التكهن قائلين:" فقط لم كان هذا هكذا أو كذلك لكنت بخير. " و لأن "لو" لا تحقق أبدا فإنهم لا يحققون اهدافهم البتة. إذا الخائفون هم المغلوبون المترددون.