منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 05 - 2012, 08:51 PM
الصورة الرمزية بنتك يايسوع
 
بنتك يايسوع Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بنتك يايسوع غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 24
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 30
الـــــدولـــــــــــة : قلب بابا يسوع
المشاركـــــــات : 14,418

ماذا يقصد الله باللبنة المرسومة من الطين ولماذا طلب من جزقيال ان يثبت وجهه على المدينة ؟؟



أمره الرب أن يرسم على لَبِن (طوبة من الطين) مدينة محاصرة بالجيوش، يقيم ضدها برجًا ومترسة ومجانق (آلات حربية لهدم الأسوار)، معلنًا أن حصار أورشليم قادم بسماح إلهي للتأديب، إذ أن الهيكل المقدس قد مضى عليه سنوات طويلة وهو منجَّس بإقامة أنصاب لآلهة وإلآهات وثنية داخل الأماكن المقدسة.


إذ شعرت صهيون أن الرب قد تركها، وسيدها نساها، أكد لها:

"هوذا على كفّي نقشتك" (إش 49: 16).

لقد نقشتك في ابني يسوع المسيح بكونك جسده المقدس وهو الرأس، أراك فيه مقدسة ومبررة، ترتفعين به وفيه إلى أحضاني وتتمتعين بشركة أمجادي.


أما هنا فإذ تصر صهيون على الخطيئة وترتبط بالزمنيات ولا تريد أن تسمو عن الأرضيات لهذا طلب الله من حزقيال أن يرسمها على لبنة من الطين، بدلاً من أن تُرسم على كف الرب؛ إنه يعطيها سؤل قلبها.


لهذا كثيرًا ما يردد مثل هذه العبارة:

"أجلب عليك طرقك" (7: 4).

اشتهت الأرض، فجعلها منقوشة على الطين!!

بعد أن كانت أسماء أسباط إسرائيل منقوشة على الحجارة الكريمة توضع على صدر رئيس الكهنة ليدخل بها إلى قدس الأقداس في ظل السمويات هوذا مدينة أورشليم تنقش على الطين الذي أرادت أن تتثقل به!


في سفر النشيد يعتز الله بأولاده فيشبههم بالفرس العاملة معًا بروح واحد في مركبته الإلهية للخلاص (نش 1: 9)، يراهم كترصة حسنة مرهبة كجيش بألوية (نش 6: 4)...

لكنهم إذ يُصرّون على اعتزاله والارتباط بالرجاسات يقيم ضدهم من الأمم برجًا ومترسة ومجانق لتحطيم كل قوة فيهم! بل ويأمر بإقامة سور من حديد حول المدينة [3] لا ليحميها وإنما لكي لا يهرب أحد مما يحل بها من تأديبات!


والعجيب أن الله في وسط هذا المُرّ يطلب من النبي أكثر من مرة أن يثبت وجهه على المدينة (3: 7) وأن يجعل ذراعه مكشوفة حين يتنبأ عليها [7].


أما تأكيد تثبيت وجهه على المدينة المحاصرة مرتين فعلامة رعاية الله لشعبه من اليهود كما من الأمم، إن الكنيسة بكل أجناسها هي موضوع رعايته وعنايته واهتمامه حتى في أمرّ لحظات التأديب. إنه يسمح لأولاده بالضيقات بكل مرارتها ومعها الخلاص. لهذا يسمى القديس يوحنا الذهبي الفم الألم "مدرسة الفلسفة"[80]، كما يقول: [إذا أخطانا يُنهض الله علينا أعداءنا لتأديبنا، لهذا يليق بنا لا أن نحاربهم، بل نحاسب أنفسنا ونثقفها. لنتقبل الآلآم كقبول الأدوية من الطبيب لأجل خلاصنا، وكقبول التأديب من الأب حتى نتمجد. لهذا يقول الحكيم ابن سيراخ: يا بني إذا تقدمت لخدمة ربك فتأهب للتجارب واصبر[81]].


أما الذراع المكشوفة فتشير إلى التجسد الإلهي، إذ يرى الآباء في "ذراع الرب" إشارة إلى الابن، و "أصبع الرب" إشارة إلى الروح القدس. وكأن أورشليم تبقى تحت الحصار في قبضة الخطيئة وتحت سلطانها حتى تنكشف ذراع الرب كقول القديس يوحنا:

"فإن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا" (1 يو 1: 5). هذا الذي هو غير منظور صار بالتجسد مكشوفًا، إذ "حل بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقًا" (يو 1: 14). لقد حوصر قلبنا - أورشليم الداخلية - وتدنس هيكلنا وصرنا في حالة موت حتى شمر الآب ذراعه، أي أرسل ابنه الوحيد ليحررنا ويردنا إلى الخلاص. هذا ما رآه إشعياء النبي بروح النبوة إذ بشَّر أورشليم المسبية بالخطية، هذه التي نامت نوم الموت ودفنت في التراب وتحطمت تمامًا، قائلاً:

"استيقظي، استيقظي، إلبسي عزك يا صهيون.
إلبسي ثياب جمالك يا أورشليم المدينة المقدسة.
انتفضي من التراب،
قومي اجلسي يا أورشليم،
انحلّي من رُبط عنقك أيتها المسبية ابنة صهيون.
ما أجمل على الجبال قَدَمَي المبشر المخبر بالسلام،
المبشر بالخير المخبر بالخلاص،
القائل لصهيون: قد ملك إلهك...
أشيدي، ترنمي معًا يا خِرب أورشليم،
لأن الرب قد عَّزى شعبه، فدى أورشليم،
قد شَّمر الرب عن ذراع قدسه أمام عيون كل الأمم،
فيرى كل أطرف الأرض خلاص إلهنا" (إش 52).
واضح أن سر يقظة صهيون، ولبسها عزها، وانتقاضها من التراب، وتحررها من عنق العبودية، وتمتعها بالسلام هو تشمير ذراع الرب أمام عيون الأمم، أي تجسد السيد ليضم في جسده جماعات متمتعة بالخلاص.
هذا وتشمير الذراع يشير إلى الاستعداد للضرب، وعلى ما اعتقد لا يقصد ضرب شعبه إنما ضرب الخطيئة التي حطمت هذا الشعب، فقد جاء السيد المسيح لا ليدين الإنسان بل ليخلصه... لقد دان الخطيئة التي سقطنا نحن فيها في جسده!
قلب الله نحو شعبه لم يتغير، لكن قداسته تقتضي تحطيم الخطية ومعاقبة الأشرار المُصريّن على شرهم لعلهم يرجعون إليه بالتوبة.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يطلب من حزقيال أكثر من مرة أن يثبت وجهه على المدينة
حزقيال واللبنة المرسومة
حزقيال واللبنة المرسومة ونومه
ماذا يثبث وجود الله؟
ماذا يثبث وجود الله؟


الساعة الآن 04:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024