|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري ملوك الثاني 5 - تفسير سفر الملوك الثاني 9- إبراء نعمان من برصه الآيات 1-7:- وكان نعمان رئيس جيش ملك ارام رجلا عظيما عند سيده مرفوع الوجه لانه عن يده اعطى الرب خلاصا لارام وكان الرجل جبار باس ابرص.و كان الاراميون قد خرجوا غزاة فسبوا من ارض إسرائيل فتاة صغيرة فكانت بين يدي امراة نعمان.فقالت لمولاتها يا ليت سيدي أمام النبي الذي في السامرة فانه كان يشفيه من برصه.فدخل واخبر سيده قائلًا كذا وكذا قالت الجارية التي من ارض إسرائيل.فقال ملك ارام انطلق ذاهبا فارسل كتابا إلى ملك إسرائيل فذهب واخذ بيده عشر وزنات من الفضة وستة آلاف شاقل من الذهب وعشر حلل من الثياب.و أتى بالكتاب إلى ملك إسرائيل يقول فيه فالان عند وصول هذا الكتاب اليك هوذا قد ارسلت اليك نعمان عبدي فاشفه من برصه.فلما قرا ملك إسرائيل الكتاب مزق ثيابه وقال هل أنا الله لكي اميت واحيي حتى أن هذا يرسل إلى أن اشفي رجلا من برصه فاعلموا وانظروا أنه انما يتعرض لي. هذه القصة حدثت غالبًا في أوخر أيام إليشع وغالبًا كان هذا في أيام ياهو الملك (بعد إصحاحات 7،6). (أي بعد الأحداث التي وقعت فيها) وملك أرام = غالبًا هو بنهدد. مرفوع الوجه = رفعه الملك وكرمه. أعطى الرب خلاصا لأرام = أي انتصارا في حروبها ضد أعدائها ولا يعقل أن يقال هذا إذ كان العدو هو إسرائيل فيكون معنى الكلام عدوا آخر غالبًا هو أشور. أبرص = كان اليهود بحسب الناموس يعزلون البرص من الحياة العامة ولكن بالنسبة للأراميين فلا مانع عندهم من ذلك. النبى الذي في السامرة = كان إليشع له بيت معروف ومكانه معروف ومشهورا وسط الشعب وليس مثل إيليا. فإنه كان يشفيه لاحظ أن فتاة صغيرة أسيرة شهدت لله. وسنرى الآن الملك على كرسيه في خزي ممزق الملابس فالله قادر أن يعمل ويحول الصغار لشهود له. والله الذي سمح بغزوة أرام لإسرائيل لخطاياهم تأديبا لهم سمح لهذه الفتاة البريئة أن تسقط في أيديهم أسيرة ولكن نجد الله قد حماها وتعهدها في أرض السبي بل استخدمها في البشارة فكل الأمور تعمل معًا للخير. ولكن من المؤكد أن أهل هذه البنت علموها أمور دينها وهي صغيرة وكان هذا سببا في خلاص عظيم. في (4). فدخل وأخبر سيده = دخل نعمان وأخبر سيده الملك بما قالته الفتاة وفي (5) نجد ملك أرام يرسل خطابا لملك إسرائيل وهذا يشير لعلاقات ودية بينهما في هذه الفترة. ولكن يبدو أن ملك إسرائيل كان قد نسى إليشع أو هو لم يصدق أن يصنع معجزة كهذه لذلك ظن أن ملك أرام يخطط لغزو إسرائيل ويطلب شيئًا صعبا كشفاء نعمان حتى أنه حين يفشل في علاجه يعلن الحرب عليه لذلك مزق ثيابه. ونلاحظ أن نعمان وملك أرام لم يخطئوا بأن يرسلوا لاستدعاء إليشع بل أعطوا كرامة للنبى بذهاب نعمان بنفسه وفي هيئة رسمية وذهبوا لملك إسرائيل أولا ثم ذهبوا للنبى في مكانه وهم لم يذهبوا فارغين بل ومعهم هدايا. ونلاحظ أن شفاء نعمان رمز لشفاء الأمم وهذه الفتاة الصغيرة التي نشرت الإيمان بعد أن تشتت الشعب إلى إرام تشير لتشتت المسيحيين من أورشليم ونشرهم المسيحية (أع4:8). الآيات 8-14:- ولما سمع اليشع رجل الله أن ملك إسرائيل قد مزق ثيابه ارسل الى الملك يقول لماذا مزقت ثيابك ليات إلى فيعلم أنه يوجد نبي في إسرائيل. فجاء نعمان بخيله ومركباته ووقف عند باب بيت اليشع. فارسل إليه اليشع رسولا يقول اذهب واغتسل سبع مرات في الاردن فيرجع لحمك اليك وتطهر فغضب نعمان ومضى وقال هوذا قلت أنه يخرج إلى ويقف ويدعو باسم الرب الهه ويردد يده فوق الموضع فيشفي الابرص.اليس ابانة وفرفر نهرا دمشق احسن من جميع مياه إسرائيل أما كنت اغتسل بهما فاطهر. ورجع ومضى بغيظ.فتقدم عبيده وكلموه وقالوا يا أبانا لو قال لك النبي امرا عظيما أما كنت تعمله فكم بالحري إذا قال لك اغتسل واطهر.فنزل وغطس في الاردن سبع مرات حسب قول رجل الله فرجع لحمه كلحم صبي صغير وطهر. سبع مرات = رقم كامل ومقدس. فغضب نعمان = بعد أن ترك قصر الملك ذهب ووقف بباب النبى وظن هذا تنازلا كبيرًا منه خصوصا أن إليشع لم يخرج لإستقباله ولكن غالبا إليشع لم يخرج ليس بسبب الكبرياء لكن هو أراد أن يظهر له أن الذي يشفيه هو الله وليس إليشع فنعمان إنتظر ممارسات سحرية مثلما يفعل كهنة بلاده وأن يضع إليشع يده على موضع المرض ولكن إليشع أراه أن الله هو مصدر النعمة. بالإضافة إلى أن نعمان بحكم مركزه فهو رجل متكبر ولكي يحصل على نعمة من الله يجب أن يتواضع وتنكسر كبرياؤه وهو فعلا رجع ووقف بتواضع أمام النبى فقد شفى من كبريائه. ونهر أبانة= هو نهر بردى الحالي وهو يمر وسط دمشق وفرفر = غالبًا هو نهر الأعرج الذي يخرج من جبل الشيخ وهما أنهار كبيرة بالمقارنة بنهر الأردن. وقد أظهر نعمان طاعة في أنه استجاب لتعليمات إليشع. ومن الناحية الرمزية:- فالبرص يشير للخطية والاغتسال في الأردن يشير للتطهير من الخطية في المعمودية. ولقد تشكك نعمان من الشفاء بهذا الأسلوب السهل والمعمودية في منتهى السهولة فتغطيس المعمد في ماء المعمودية يشفى من برص الخطايا الأصلية والتي صنعها الإنسان. وهكذا التوبة والاعتراف ويسمي المعمودية الثانية. وهو خلاص مجاني لكل من يريده لذلك رفض إليشع الهدية والمعمودية تعطى ولادة جديدة... لاحظ قول إليشع فيرجع لحمك إليك وتطهر آية 10. إن أنهار دمشق بعظمتها التي تسقى أرض شعوب وثنية أقصى ما تستطيعه هو تنظيف الجسد أما نهر الأردن الذي يسقى أرض الله يشفى البرص. وكان أمر الله أن يغتسل نعمان فيه. الآيات 15-19:- فرجع إلى رجل الله هو وكل جيشه ودخل ووقف امامه وقال هوذا قد عرفت أنه ليس إله في كل الأرض إلا في إسرائيل والان فخذ بركة من عبدك.فقال حي هو الرب الذي أنا واقف امامه اني لا اخذ والح عليه أن ياخذ فابى.فقال نعمان أما يعطى لعبدك حمل بغلين من التراب لانه لا يقرب بعد عبدك محرقة ولا ذبيحة لالهة أخرى بل للرب عن هذا الأمر يصفح الرب لعبدك عند دخول سيدي إلى بيت رمون ليسجد هناك ويستند على يدي فاسجد في بيت رمون فعند سجودي في بيت رمون يصفح الرب لعبدك عن هذا الامر.فقال له امض بسلام ولما مضى من عنده مسافة من الأرض. هنا نرى نعمان الذي تطهر ليس فقط من البرص بل من وثنيته:- 1.رجوعه إلى إليشع (آية 15). هوذا قد عرفت أنه ليس إله في كل الأرض إلا إله إسرائيل. هو آمن بالله فالاغتسال فتح عينيه مثلما فتح الاغتسال في بركة سلوام عيني المولود أعمى فآمن بالمسيح أنه ابن الله. لقد أعطاه الاغتسال استنارة (سر المعمودية). 2.هو عاد كل المسافة من الأردن إلى الكرمل حيث إليشع ليقدم الشكر = والآن فخذ بركة أي خذ الهدية فأتبارك أنا. هنا هو يشبه الأبرص الذي عاد من وسط 10 برص شفاهم المسيح (لو 12:17-19). وفي مثل السيد المسيح كان الذي عاد سامريا غريب الجنس مثل نعمان وبرجوعه للمسيح حصل هذا السامري على الخلاص..." إيمانك خلصك" وهكذا نعمان. 3.رفض نعمان أن يقدم ذبائح لإله آخر غير يهوة بل سيصنع مذبحا من تراب إسرائيل ليقدم ذبائح ليهوه عليه. لذلك يطلب حمل بغلين من التراب لأنه اعتبر أن أرض إسرائيل أرض الرب هي أرض مقدسة فهذا الذي احتقر الأردن هو الآن يقدس تراب إسرائيل. 4.نجد لنعمان هنا ضعفة إيمانية آية (18) فهو يطلب استثناء من إليشع أنه عند عودته لدمشق فهو كرئيس للجيش يجب عليه أن يقدم سجودا لآلهة أرام في بيت رمون وهو يرى أنه غير قادر على المجاهرة بأنه سيمتنع عن ذلك. ونجد إليشع بحكمة يقول له إمض بسلام فهو ترك له حرية القرار حينما رآه مترددا فهو لا يستطيع أن يوافقه على عبادة وثنية وبعد أن أعلن إيمانه بالله ولا يستطيع إرغامه كقائد جيش وحديث الإيمان بالله أن يتغير تغييرا فجائيا. بل إليشع ترك التغيير لله مع الوقت. وهل نلوم نعمان على هذه الضعفة ولا نلوم إسرائيل الذي يعبد الله والبعل. 5.رفض إليشع للهدية درس لهذا المؤمن الجديد بأن أولاد الله يحتقرون ماديات العالم ويظهر له أن الشفاء هو من إله إسرائيل وهو مجاني طمع جيحزي الآيات 20-27:- قال جيحزي غلام اليشع رجل الله هوذا سيدي قد امتنع عن أن ياخذ من يد نعمان الارامي هذا ما احضره حي هو الرب اني اجري وراءه واخذ منه شيئا. فسار جيحزي وراء نعمان ولما راه نعمان راكضا وراءه نزل عن المركبة للقائه وقال اسلام.فقال سلام أن سيدي قد ارسلني قائلًا هوذا في هذا الوقت قد جاء إلى غلامان من جبل افرايم من بني الانبياء فاعطهما وزنة فضة وحلتي ثياب.فقال نعمان اقبل وخذ وزنتين والح عليه وصر وزنتي فضة في كيسين وحلتي الثياب ودفعها لغلاميه فحملاها قدامه.و لما وصل إلى الاكمة اخذها من ايديهما واودعها في البيت واطلق الرجلين فانطلقا.و أما هو فدخل ووقف أمام سيده فقال له اليشع من أين يا جيحزي فقال لم يذهب عبدك إلى هنا أو هناك.فقال له الم يذهب قلبي حين رجع الرجل من مركبته للقائك اهو وقت لاخذ الفضة ولاخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوار. فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الابد وخرج من امامه ابرص كالثلج. لاحظ أن جيحزى يحلف باسم الرب وهو ينوى الكذب والخيانة = حى هو الرب وفي (21) نزل من المركبة = أعطاه نعمان هذا التكريم لأنه تلميذ إليشع ولكن تلميذ إليشع هذا خدعه. وفي (26) الم يذهب قلبي... = الله أعلم إليشع بما حدث فكأنه رأى وسمع ما فعله جيحزى. أهو وقت = بل هو وقت كرازة بالله وسط الأراميين الوثنين هذا هو الفارق بين الخادم الحقيقي الذي يهتم بخلاص النفوس وبين الخادم الذي يهتم بمكسبه المادي أولًا. لأخذ الفضة والثياب = وهذه أخذها. وزيتون وكروم.... هذه التي كانت نيته متجهة لشرائها بوزنتى الفضة، لقد رأى إليشع ما في قلب جيحزى. وفي 27 فبرص = هو إشتهى ما لنعمان فأخذ أيضًا برصه. عجيب أن جيحزى تلميذ إليشع يكون بهذه الصورة عوضا........ظ أن يكون قديسا بينما أن رجال نعمان الوثنيين كانت مشورتهم صالحة وكانوا أفضل منه كثيرا. نعمان هذا يشير لقبول الأمم للمسيح بينما جيحزى هذا يشير لليهود الذين رفضوا المسيح فلصقت بهم خطيتهم فهم لم يستفيدوا من إمكانيات دم المسيح. وكان اليهود من خاصة المسيح من شعبه ومن لحمه وعظامه ورفضوه كما أن جيحزى كان خادم إليشع الملتصق به ولم يستفد من قداسته. وخطايا جيحزى متعددة:- 1.محبته للمال ومحبة المال أصل كل الشرور. 2.أدان معلمه النبي العظيم داخل قلبه وحسبه أخطأ إذ رفض الهدية فهو حسب نفسه أحكم من معلمه. 3.حسد هذا الأممي الغريب إذ حصل على هذه النعمة مجانا. 4.وسارق إذ أخذ الهدية التي كان يجب أن يعطيها لسيده. 5.شوه صورة سيده أمام الغرباء فهو أظهر صورته كمن ندم على كرمه وكان هذا كفيلا بأن يرتد نعمان عن إيمانه. 6.أخفى ما أخذه وكذب على إليشع وكثرة الخطايا سببت له عمى فهو لم يدرك أن إليشع الذي يعلم كل شيء قادر أن يكشف خداعه. وهذه الحقيقة أن إليشع قادر أن يعرف كل شيء أدركها حتى الأعداء (2 مل 12:6) فهذه الحقيقة عرفها الوثنيين لكن لم يدركها جيحزى لجشعه. فالخطايا والأغراض الخبيثة داخل القلب تسبب عمى القلب عن إدراك ما يدركه أبسط الناس بل أن حتى كذبته كانت ساذجة فهل غلامان من بنى الأنبياء يحتاجان وزنة من الفضة (3000 شاقل وثمن العبد 30 شاقل) بسبب كل هذا وقع عليه عقاب شديد كما حدث مع حنانيا وسفيرة اللذان كذبا على الروح القدس هو كسب وزنتى فضة ولكنه خسر صحته وكرامته وسمعته وربما خلاص نفسه، والتصاق البرص به وببيته للأبد وهذا ما دعى بعض المفسرين أن يقولوا أن عائلته قد إنقرضت سريعا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|