الدكتور/ ح. ي. ح.
أنا شفت البابا كيرلس بعد نياحنه، وأظن أن أي واحد في الدير هنا (كان الحديث في دير الشهيد العظيم مارمينا بمريوط) ويمكن أن يري البابا وأنه كأحد السواح، وأنه هنا يظهر كثيراً جداً، وأنه يتمشي في الدير ليلاً. أنا شفته بعد نياحته في دير مارمينا بمصر القديمة في يوم أحد. فقد كان شقيقه القمص ميخائيل مريضاً. ولم أكن أستطيع – بعد نياحة البابا – الذهاب الي دير مارمينا بمصر القديمة. وقال لي نيافة الأنبا صموئيل: "يا راجل يبقي شقيق البابا مريض، ومترحش تزوره؟"، فقلت له. "مش قادر أدخل هذا المكان بعد نياحة البابا." فرد نيافته بأن الواجب شيء، ومش قادر شيء أخر، وأقنعني بضرورة الذهاب للسؤال عن أبونا ميخائيل .فذهبت الي هناك يوم أحد، وكان وصولي قرب نهاية القداس، وفي الجزء الأخير اللي أحنا بنسجد فيه عند (تناهتي). وأنا بأسجد وجدت واحد بلباس قسس أو رهبان. وأنا أعرف أنه لما يجي قسيس أو راهب بيقف قدام عند الهيكل، فأيه الي خلي ده يقف هنا، لأني أنا كنت واقف في أخر الكنيسة . فمن باب حب الأستطلاع بصيت، لقيت البابا كيرلس هو الي واقف بملابسه. فقلت له: "أزيك يا سيدنا"، فقال لي: "ما بتجيش ليه؟ .... مارمينا بيتشفع لك وأن بصلي لك". فقلت له: "سيدنا " ..... وتلعثمت. فقال لي: " لا، أنا عايزك تيجي دائماً، وكمان عايزك تقول لأبونا ميخائيل أنه طيب بخير، وأن الدكاترة قالوا له أن أيامك قليلة .... لا لسة أيامه مارحتش". فقلت له: "حاضر يا سيدنا "وبعد أنتهاء القداس ورش الماء، توجهت لزيارة أبونا ميخائيل، ومش عارف أقول له أيه .. هل معقول أني أقول له أني شفت أخوك؟ .... فقلت أن أحسن حل أني أخترع حكاية كدة، يعني توحي اليه أنه هيطيب. وقلت له شوف يا أبونا أنا شفت قداسة البابا كيرلس في حلم أمبارح. وقال لي تروح لأبونا ميخائيل، وتقول له أنه طيب بخير. وفعلاً قام أبونا ميخائيل من المرض وأقتنع أني شفت الحلم .بعد أنقضاء فترة زمنية أتصل بي أبونا ميخائيل تليفونياً، وعرفنني أنه رايح دير مارمينا بمريوط وأنه حاجز لي مكان، وأنا أي واحد يقولي نروح الدير أجرى وألهث، فأنبسط جداً أني رايح الدير، ومع مين ؟ .... مع أبونا ميخائيل .و يوم الرحلة حجز لي مكان بجوارة، وقال: "أنت فاكر من سنتين كده أنك قلت لي أنك شفت البابا في حلم"، فقلت له: "أيوه". وقال لك: "أني هطيب ، فقلت له: "أيوه". فقال لي: "عليك حل وبركة أن تقول لي الحقيقة" فقلت له: "دي هي الحقيقة"، فقال لي: "لا .. لأن أنا شفت البابا أمبارح، وقال لي أسأل حنا هيقول لك الحقيقة... ". وهنا أسقط في يدي، فقلت له ما حدث .... وقد بررت له عدم ذكر الحقيقة أني خشيت ألا يصدقني ولكنه رد علي وقال: "أن عالم القديسيين عالم غير محدود، علي عكس حياتنا نحن علي الأرض .... نحيا في عالم محدود