رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم المصرية
“لم يأتي ابن البشر ليُخدم بل ليخدم” رتبت الكنيسة في الأحد الخامس من الصوم تذكار امرأة هي الأم البارة مريم المصرية التي بدأت من حياة الرذيلة وانتهت لحياة الجهاد. حياتها كانت نسكية لحد بعيد، تشبه عري آدم في الفردوس، فيها لا مبالاة بالحياة الطبيعية غير مهتمة بالحاجات البشرية والضرورية للحياة ومحاولة إعادة الجسد والنفس لعذريتهما الأولى قبل السقوط، فيها انغماس في نعمة الله الغير محدودة. غاية هذا الترتيب، أي أحد القديسة مريم المصرية، في أواخر الصوم الكبير هو بسبب تمردها العميق والكبير ضد الخطيئة، فكلنا يعرف أن مريم المصرية عاشت الخطيئة في أقصاها واكتشفت المعنى الحقيقي للتوبة فعاشت سبع وأربعين سنة في صحراء الأردن، وفيها عاشت محبة الله الغير المحدودة للخطاة والضعفاء، وكشفت لنا كيف أن الله يكشف طرقاً لا تُحصى ويضعها أمامنا في حياتنا اليومية تودي بنا للخلاص، وأوضحت لنا مقدار التواضع والوادعة والصبر التي نحتاجها للوصول للتوبة الحقيقية. المحبة الغير محدودة تُعلِّمنا القديسة مريم المصرية ما هو الضروري للتوبة، وهو الشعور بالخطيئة ومعرفة الذات، وبأن الذي يقود إلى محبة ورحمة الله هو العطش للتواصل معه ومع محبته. لا يمكننا الاتكال على ذواتنا بل يجب أن نثق بالله مقيم الموتى “موتى الخطيئة” لأن الذي سيخلصنا هي محبة الله التي هي كيان الله. لم يسقط أحد من محبة الله، لأن الإنسان وفي خطاياه الكثيرة وفي أقصى حد من الذل والاهانة من الشيطان يبقى ابن الله. وإلا كيف يمكن تفسير محبة الله ورغبته في أن نخلص رغم خطايانا وأعمالنا!. أصبحت البارة مريم نموذجاً للمؤمنين الذين يجاهدون في معرفة ذواتهم والسيطرة عليها، بأن يسعوا ليستروا عريهم بالنعمة الإلهية وأن يدخلوا إلى أعماق قلوبهم بالتوبة لأنهم بها سيخلصون ويتقدسون. التوبة هي تغيير الذهن، هي الشكل الجديد والقوة المحوّلة من ما هو خارج الطبيعة إلى الطبيعة بذاتها، من ما هو للشيطان إلى ما هو لله ولو كان بالألم والتعب. بالتالي التوبة ليس التوجه للناموس ولكن لقاء مع الله. الخطوة الخلاصية “اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم” (يع 8:4). إذا قمنا بخطوة نحو الله فهو سيبادرنا بخطوات، الجحيم ليس للخطأة بل لغير التائبين، هو لهؤلاء الذين لا يشعرون بقيمتهم أمام الله وللذين لا يعرفون قيمة المسامحة وللذين يرفضون الفردوس ومحبة الله وللذين لا يحيون الرجاء والإيمان. يمكن للكنيسة أن تقول لكل واحد: لا تخف من شيء ولا تحزن، حالما تتوب سيغفر لك الله كل شيء، ولا يمكن أن يحدث بأن لا يغفر الله للذين يتوبون حقيقة. ولا يوجد خطيئة مهما كبرت لا يمكن لله أن يغفرها بمحبته. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة مريم مع مريم المصرية |
مريم المصرية .. |
ترنيمة مريم المصرية | القديسة البارة مريم القبطية |
مريم المصرية . 2 |
مريم المصرية |