منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 31 - 03 - 2013, 06:15 PM
 
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  كيلارا غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

البابا ألكسندروس الثاني
(الثالث والأربعون في عداد بطاركة الإسكندرية)
(695-720م)

ونُكمِل السيرة العطرة للبابا ألكسندروس الثاني (تكملة لِمَا أوردناه في يناير وفبراير 2005)، وهي عطرة بسبب الرائحة الزكية لحياة التقوى والمخافة الإلهية التي ميَّزت سيرة البابا ألكسندروس وهو في وسط أتون الاضطهاد الذي بدأ واشتد جداً تحت حُكْم ابن عبد العزيز، ثم الوالي عبد الله، ثم الوالي "قُرَّة". وكل واحد من هؤلاء كان أقسى من سابقه. وفي كل هذا كان البابا والشعب يتذرَّعون بالصلاة والصبر والاحتمال، في ثقة كاملة في رأس الكنيسة الرب يسوع المسيح، وإيمان بأنه "البانطوكراطور" أي "الضابط الكل" أو "القادر على كل شيء". وهذا ما يُميِّز بابوات الإسكندرية على مدى التاريخ.
+ + +

ويقول كاتب سيرة البابا ألكسندروس تعقيباً على الآلام التي قاساها ألماً وراء ألم:

[... كل هذا وهو صابر على تبكيتهم وداعياً إلى المسيح راعي الرعاة أن يتسلَّم منه شعبه بسلام].

دور الأراخنة في أيام الآلام والمحن:

وكان إنسان اسمه يؤانس، أَرْخُن (أي واحد من شعب الكنيسة له مركز في السلطة الحاكمة) دبَّر الله أن يكون له قبول لدى الولاة. فمضى إلى الوالي "قُرة"، وقال له: "يجب أن تعلم أن الرهبان والأساقفة الذين في سائر الأماكن قد ثقلت عليهم "الخراج". وها أنا أعرض عليك حلاًّ سهلاً: إذ نحن نعرف حال الشعب، فإن رأيتَ أن توليني أمرهم، فسأستخرج لك هذا الخراج حسب حالة كل واحد، حيث إن بعضهم مُيسَّر الحال، والبعض الآخر لا يقدر على توفير قوت يومه". وكأنه يريد أن يُحصِّل منهم الضرائب حسب الدخل الحقيقي لكل واحد (وهذا أقرب ما يكون لنظام الضرائب الحالي، مع الفارق طبعاً في أسلوب تحديد الدخل). وسأله بخصوص بعض الذين لا يؤمنون بالإيمان الأرثوذكسي في بلدة "صا" مثل: "الغايانيون" و"الشمطيكيون"، وجعلهم يؤمنون بالإيمان الأرثوذكسي (كيف؟ لا نعلم)، ويتعمَّدون باسم الآب والابن والروح القدس، وفعل نفس الأمر في إيبارشية أخرى هي "المونا" وأسقفها أبا هور، وكان بها بعض الرهبان الذين ما زالوا على إيمانهم المخالف، وكذلك غايانيون وبرصنوفيون، ثم توجَّه إلى "وادي هبيب" وهو وادي النطرون أو برية شيهيت وكان هناك البعض ما زالوا على الإيمان المخالف. فجمع كل هذه الشِّـيَع والمذاهب ووحَّدها وصارت الكنائس في كل مكان وكلها كنيسة واحدة بنعمة المسيح، وجعلها وحدةً واحدة وإيماناً واحداً، وكيف استطاع فعل هذا العمل العظيم؟ يقول كاتب السيرة، إن ذلك تمَّ بنعمة المسيح.

إن هذا العمل المبارك في توحيد المؤمنين كان هو النعمة التي أكملها المسيح مع يؤانس هذا، بمجهوده وحُسْن منطقه. كما يُبيِّن لنا الحكمة الروحية التي تحلَّى بها حتى يعرف أن مواجهة الضيقات التي تحل بالكنيسة لابد أن تكون برفع كل الخصومات والمنازعات وقبول الإيمان الأرثوذكسي الواحد.

ومن هذا المنطلق بدأ يؤانس عمله الذي أوكله إيـَّاه الوالي "قُرة"، والذي كان يؤانس يهدف من ورائه أمرين: إرضاء الوالي ليوقف بطشه، وتحصيل الخراج حسب قدرة كل واحد.

نموذج للآلام التي عاناها الشعب المصري في عهد "قُرة":


يقول كاتب سيرة البابا ألكسندروس إن الأمير قُرَّة كان مُحباً لجمع المال، وكان كل "أرخن" يموت يأخذ جميع ماله، وكان قد مات صاحب ديوان الإسكندرية، وبقيرة الذي كان كاتباً من "تنيس"، وجماعة أخرى لا يُحصى عددهم في مصر (أي الفسطاط). فأخذ الوالي ما تركوه من أموال، حتى الأساقفة فعل معهم نفس الشيء. وزاد على البلاد مائة ألف دينار غير "الخراج" المفروض عليهم، حتى أن الناس كانوا يهربون هم ونساؤهم وأولادهم من مكان إلى مكان بعيد يأويهم ويُخرجهم من دائرة المطالبات بالخراج.

ويُذكر أنه عيَّن والياً على "سخا" كان يجمع هؤلاء الذين هربوا من مصر وأتوا إلى سخا، ويربطهم ويعيدهم كل واحد إلى موضعه. وكان على الناس بلايا عظيمة.

ثم أنزل (الله - حسب السيرة -) على أرض مصر وباءً عظيماً ولم يَعُد يُعرف عدد الذين يموتون فيه كل يوم. ودخل الوباء إلى منزل الوالي "قُرَّة" نفسه فماتت نساؤه وغلمانه. وكان يهرب من موضع إلى موضع لعلَّه ينجو من الوباء ولا يموت، حتى انهارت قوَّته، فمات بغتة ميتة سوء.

علاقة مسيحيي أنطاكية وبطريركهم مع الكنيسة القبطية:

كان بطريرك كنيسة أنطاكية المتولِّي على الكنيسة هو "يوليانس" منذ عهد بابا الإسكندرية "يؤانس" (تنيح 673م) إلى أيام البابا ألكسندروس. ثم تنيح البطريرك الأنطاكي يوليانس فاجتمع أساقفة الكرازة الأنطاكية في بلاد المشرق ليُقيموا بطريركاً كالمعتاد عِوَضاً عن البطريرك المتنيح. ولكن الخليفة الوليد لم يُمكِّنهم من ذلك وقال: لن أَدَع بطريركاً يُقام في أيامي. وكان الأنطاكيون حزانى جداً لهذا السبب. ولما تأخروا في رسامة البطريرك الجديد، لجأوا إلى حيلة وهي أن يُكلِّفوا أسقفاً تقياً اسمه "إيليا" أن يقوم بأعمال بطريرك أنطاكية (وذلك لأنهم لم يستطيعوا أن يرسموا راهباً على كرسي أنطاكية حسب القانون الكنسي)، وكتب هذا الأسقف بعد تجليسه رسالة السينوديقا (المعتاد إرسالها من كل بطريرك أنطاكي أو إسكندري للبطريرك الآخر ليشرح له فيها معتقده السليم)، وأرسل الرسالة مع أسقف اسمه استفانوس إلى الأب البطريرك ألكسندروس، يشرح له فيها الإيمان المستقيم، ويُوضِّح له لماذا اضطر الأساقفة مؤقتاً إلى تكليف أسقف بهذه الخدمة بخلاف القانون "إلى حين زوال الغضب" كما ذكر في الرسالة، أي إلى حين زوال العارض الذي ألجأهم إلى هذه المخالفة، وذلك لكي يُتمِّم الشرطونيات أي رسامات الأساقفة في الإيبارشيات الخالية. وقد قَبـِلَ البابا ألكسندروس خطابه هذا، والعذر الذي أورده لتبرير هذا التجليس إلى حين زوال السبب الذي أدَّى إليه.

عودة مناوشات البطريرك الخلقيدوني من جديد:


فإن طبيباً بيزنطياً كان يسكن الإسكندرية اسمه "أنوبيس"، وكان من المتشيِّعين لمجمع خلقيدونية، وكانت لا تزال هناك جالية بيزنطية ذات شأن تعيش في الإسكندرية؛ هذا الطبيب استطاع أن يستميل إليه والي الإسكندرية. فاستغل هذه الوظيفة والحظوة التي نالها لدى الأمير، فأقنعه أن يُقيمه بطريركاً يونانياً على الإسكندرية. ولما تمَّ لهذا الطبيب ما أراد، أخذ يُناوئ الأنبا ألكسندروس الثاني ويسخر منه جهاراً على مسمع من الجميع. فغضب الشعب الإسكندري المُخْلِص لإيمانه الأرثوذكسي وثار في وجه الدخيل المغتصب وطلبوا قطعه، فاضطر إلى أن يلجأ إلى البابا ألكسندروس، حيث تلقَّاه البابا بصدر رحب. فامتلأ أنوبيس خجلاً من هذه المعاملة الكريمة القائمة على تعليم الإنجيل، إذ هكذا كانت شيمة بطاركة الإسكندرية. وكما يقول كاتب السيرة: "فقبله بمحبة مسيحية وعاد إلى وصايا الله الذي قال: "إذا رأيت حمار عدوِّك مُلْقىً مثقلاً، فلا تنصرف عنه إلى أن تُنهضه"".

تعدُّد المناوءات من الولاة:

وبعد موت "قُرَّة"، أرسل الخليفة الوليد من دمشق والياً اسمه "أسامة"، بدأ ولايته بالمناوءات اللازمة. فلما بدأ بذلك، حدث غلاء عظيم لم يُسمع به منذ القرن الأول، مات فيه أكثر مِمَّن ماتوا في الوباء السابق. وتبع ذلك رخاء عظيم. وفي هذا الرخاء بدأ الوالي "أسامة" في ممارسة أفعاله الرهيبة ضد المصريين عموماً، وكان المسلمون قبل الذين ما زالوا على إيمانهم بالمسيح خائفين منه. وضيَّق على المواطنين مانعاً إيـَّاهم أن يأووا أي غريب، وسجَّل أسماء الرهبان في كل دير لكي لا يسمح بأي غريب أو محتال أن ينتحل الرهبنة، وكان يستولي على أموال الناس ويقتل جماعات تحت العقوبة. وقد أسهب كاتب سِيَر البطاركة في ذِكْر هذه المآسي بالتفصيل ما لا يسعه هذا المقال.

وتوفي الخليفة سليمان ابن عبد الملك، ومَلَكَ مكانه عمر بن عبد العزيز الذي كان والياً على مصر، فأرسل والياً إلى مصر، فقبض على "أسامة" وجعله في الحبس مُقيَّد القدمين، ثم أخرجه من الإسكندرية إلى مصر، فقبض الله روحه في الطريق.

بعض الفرج بعد الضيق، ثم عودة الضيق:

وقد أمر عمر بن عبد العزيز واليه أن يمنع الخراج عن الكنائس والأساقفة، وأبطل الجباية الزائدة، وعمَّر المدن التي خربت. واستنشق المصريون طعم الهدوء والأمن إلى حين.

ولكن الأمر انقلب بعد ذلك على الأقباط، إذ أرسل عمر بن عبد العزيز منشوراً بأن: "كل مَن لا يكون على دين محمد مثلي، فيخرج من أعمالي (أي يترك الخدمة في دار الولاية)". فترك الكثيرون من المسيحيين أعمالهم في دار الولاية، ثم أعاد الوالي الخراج الذي كان قد رفعه سابقاً الخليفة عمر ابن عبد العزيز عن الكنائس والأساقفة لمدة سنة واحدة. كما أمر بكسر الصلبان في كل مكان وكشط الصور التي في الكنائس (ويمكن رؤية آثار هذا في التشويه الذي يراه الزائر للأديرة في وجوه الأيقونات الحائطية داخل الكنائس الآن).

وظل الخليفة عمر بن عبد العزيز في الخلافة لمدة سنتين وأربعة أشهر. وتولَّى بعده هشام أخوه، ويشهد له كتاب سِيَر البطاركة بأنه "كان رجلاً خائفاً من الله على طريق الإسلام، وكان مُحباً لسائر الناس".

وكتب هشام إلى مصر يأمر بأن يُسلَّم لكل مَن يدفع الخراج شهادة باسمه حتى لا يظلم أحداً. وأقام اثنتين وعشرين سنة في الخلافة.

الوالي الجديد على مصر وتجدُّد الاضطهاد:

وأقام الخليفة هشام والياً جديداً على مصر هو عُبَيْد الله، وكان مُحباً للكنائس الأرثوذكسية، وأوصاه أن يفعل الخير مع بني المعمودية. ثم تعيَّن حنظلة بن صفوان سنة 713م والياً على مصر، فجاء ضربة شر قاسية على مصر، لأنه أحصى الناس وفرض على كل واحد ضريبة، وأمر أن تُرسَم على أيدي المسيحيين صورة أسد وهدد مَن وُجـِدَت يده بلا صورة بقطعها.

واستدعى حنظلة البابا ألكسندروس وهدده بقطع يده ما لم يُذعِن لهذا الأمر، فطلب مهلة ثلاثة أيام، فأمهله. فاختلى البابا أثناءها للصلاة طالباً من الله أن ينقله إلى عالم الأبدية. ولم تنته المدة حتى شعر بضعف، فطلب من تلاميذه أن ينقلوه في مركب إلى الإسكندرية، ففعلوا. فأرسل الوالي قوماً وراءه ليمسكوه ويُحضروه أمامه، فوجدوه قد فاضت روحه منه، فقبضوا على تلاميذه وعذَّبوهم عذاباً شديداً.

وكانت مدة إقامة هذا البابا على الكرسي 24 سنة و9 أشهر. وكانت نياحته في 2 أمشير سنة 436 للشهداء و720 ميلادية.
[/color][/size]
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
البابا ألكسندروس الثاني البابا الثالث والأربعون وسيامته
سيرة القديس البابا ألكسندروس الثاني البابا الثالث والأربعون
البابا سيمون (الثاني والأربعون في عداد بطاركة الإسكندرية) (684-691م)
البابا إسحق (إيساك) (الحادي والأربعون في عداد بطاركة الإسكندرية) (681-684م)
البابا ألكسندروس الثاني البابا الثالث والأربعون


الساعة الآن 10:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024