العبيد
احتاجت بعض المشاريع إلى أعدادٍ هائلة من العمال، كأعمال البناء والحفر التي جرت مثلاً في أيام ملوك العهد القديم، والأعمال العمرانية التي قام بها هيرودس الكبير. وفي أيام العهد القديم كانت العبودية مقبولة، لكنها لم تكن واسعة الانتشار. فكان بعض الرجال وأُسَرُهم يصيرون عبيداً للأغنياء لأنهم لم يتمكنوا من وفاء ديونهم. وكان أسرى الحرب أيضاً يؤخذون عبيداً. ويُعتبر قانون اقتناء العبيد في العهد القديم سموحاً إلى أقصى حدٍّ في زمنه، وإن لم يكن الناس قد ارتقوا دائماً إلى مستواه الرفيع. فما كان بنو إسرائيل لينسَوا أنهم هم أيضاً كانوا عبيداً في مصر قديماً. لذا كان عليهم أن يحرروا عبيدهم بعد خدمة ست سنين.
بَيْدَ أن الملك داود أجبر أسرى الحرب على الشغل في مشاريعه. ونظم سليمان جهاز تسخير استخدم العبرانيين أيضاً. وكان مطلوباً منهم أن يعملوا للملك شهراً كل ثلاثة أشهر. هؤلاء الرجال، مع العبيد، بنَوا الطُّرق والحصون والمعابد التي اشتهر بها سليمان؛ واعتنوا أيضاً بحقول الملك وعملوا في مصانعه ومناجمه. وكان صموئيل النبيُّ منذ زمن بعيد قد حذَّر الشعب من أن الملك سيضطرُّهم إلى الخدمة العسكرية الإجبارية والعمل بالسخرة. وقد دامت العبودية للدولة، إن لم نقُلِ التسخير، طوال أيام ملوك يهوذا.
وفي العهد الجديد كان في فلسطين عبيدٌ يهود وغير يهود على السواء. لكنهم لم يُجبروا على تأدية الأعمال الشاقة. فقد كانوا في الغالب خدماً في دُور الأغنياء وبلاط الملك. ولا يبدو أنهم كانوا كثيرين. وكان المعتاد أن يُستأجر الفعلة لأعمال البناء يومياً (كما في المثل الذي ضربه المسيح عن العمال في الكرم- متى 20: 1- 16). ولما أُنجز بناء الهيكل الذي شاده هيرودس الكبير (62- 64م) صُرِف من العمل أكثر من 18000 رجل.
وقد وجه بولس وبطرس، في رسائلهما إلى مسيحيين شتى، نصائح إلى العبيد المسيحيين. وهؤلاء عاشوا في أنحاء الإمبراطورية الرومانية الواسعة، وربما كانت حياتهم أقسى من نُظرائهم في فلسطين.
تثنية 15: 12- 18؛ 2 صموئيل12: 31؛ 1 ملوك 5: 13- 18؛ 1 صموئيل 8: 11- 18؛ أفسس 6: 5- 9؛ كولوسي 3: 22- 25؛ 1 تيموثاوس 6: 1 و 2؛ فليمون؛ 1 بطرس 2: 18- 25