كيف نُظهر حياتنا الممتلئة بالمسيح عملياً؟

[Magdy Monir]

كيف نُظهر حياتنا الممتلئة بالمسيح عملياً؟

القراءة: أفسس ٤ : ٢٥ – ٣٢
يبدأ بولس خطابه الموجه إلى المؤمنين،
بالطلب إليهم أن يطرحوا الكذب،

ويتكلم كل واحد منهم بالصدق مع قريبه.
ولعل الرسول أراد أن يعرفوا أن الروح القدس،
لا يحتمل الكذب أيا كان سببه،
لأن المسيح،
هو الحق المتجسد،

ولا يجوز لأي مؤمن به أن يكذب،
مهما كلفه الأمر.
الكذب لا يليق بأبناء الله،

بل هو من عمل إبليس،
الذي قال المسيح أنه كذاب وأبو الكذاب.

المؤمن يحب أخاه في روح المسيح،
ويكرمه بالتكلم معه بالصدق الكامل.
لا يمنعك المسيح من الغضب من أجل الحق،

وإنما يمنعك من أن يؤدي بك الغضب إلى الخطية.


ولهذا قال الرسول يعقوب:


" ليكن كل واحد مبطئاً …

في الغضب لأن الغضب لا يصنع بر الله"
(يعقوب ١ : ١٩ – ٢٠)
لذلك،
اطلب من الله أن يعطيك قلباً هادئاً وأناة طويلة. واذكر دائماً،
أن روح المسيح وديع ومتواضع ومتأن.
ثم ينهي الرسول عن السرقة،
ويهيب بكل مؤمن أن يمتنع عن أشباه السرقة،
كعدم إعطاء الأجير أجراً متناسباً مع عمله،
وعدم تكريس العشور لله،

وكف اليد عن مساعدة المسكين، والتوقف عن العيش على لحم الغير،

والإمتناع عن الغش في العمل وفي الإمتحانات.
ويحض كل واحد على الكد الشريف،

لتحصيل أوده، وليكون له أن يعطي المحتاج.
وينتقل الرسول من العمل إلى القول،
فيندد بالكلام الرديء الهادم المجرد من النعمة.

ويهيب بالمؤمنين،
أن يكون كلامهم صالحاً لبنيان السامعين،

لأن الكلام الفاسد، يدنس قلوب المؤمنين، التي هي هياكل الله.
ويحزن الروح القدس.
الروح القدس،

يشاء أن يتكلم بواسطتك بانسجام مع كلمة الله، ويرشدك إلى كل عمل صالح.
أطع بسرعة دافعة بالفرح والكمال،
لئلا يغادرك هذا الروح المبارك،
فتقع في حزن عظيم.
قد يؤدبك الروح القدس بسبب قساوة قلبك،

كيلا تستمر في إيلام الغير،
فتهيج سخطهم،
الأمر الذي لا يليق بالمسيحي.
لأن مثاله المسيح،
الذي قيل أنه لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته.

وأخيراً يوصي الرسول بممارسته الفضائل،
لمقاومة الانفعالات،
التي نهى عنها،

فقال كونوا لطفاء،
شفوقين مسامحين،

كما سامحكم الله في المسيح.
امتحن نفسك،

واحص كم مرة يغفر لك الآب السماوي يومياً،
ويصبر على قساوة قلبك وإهمالك لنعمته.
اغفر بهذا المقدار، للذي يسيء إليك،
وكن رحيماً، كما أن أباك،
الذي في السماء هو رحيم.

"ولا تحزنوا روح الله القدوس"
(أفسس ٤ : ٣٠).




لنسجد للمسيح الواهب لنا حياة جديدة،
ولنلتمس فيه تحقيق حياته فينا.