المسيح قام... حقاً قام!
لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ، وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ فِي الْبَاطِلِ؟ قَامَ مُلُوكُ الأَرْضِ، وَتَآمَرَ الرُّؤَسَاءُ مَعًاعَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ، قَائِلِينَ: لِنَقْطَعْ قُيُودَهُمَا، وَلْنَطْرَحْ عَنَّا رُبُطَهُمَا. " (مز 2)
اجتمعت قوى الأرض على "قدوس القدوسينُ" (كما يسميه دانيال)، اجتمع عليه " هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ"، ومن خلفهم قوات الظلام و ما تحت الأرض أيضاً التي قال عنها الرب يسوع: "هذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَةِ". فقد كانت قيود الشيطان, الحية القديمة, محلولة ومسموح لها من الأعالي لتفعل الآن ما يحلو لها مع ابن الإنسان بأن "تسحق عقبه".
وأتى الوقت المعين, الذي فيه الله الآب "َسَلَّمَ لِلسَّبْيِ عِزَّهُ، وَجَلاَلَهُ لِيَدِ الْعَدُوِّ" وسيق للموت ابن الأحضان الأزلية الذي أصبح" مُهَانَِ النَّفْسِ"، و"مَكْرُوهَ الأُمَّةِ"، و "عَبْدَ الْمُتَسَلِّطِينَ". وبكت عليه بنات "أورشليم", وكأنّ بالخليقة جميعها باكية معهنّ تصرخ: "إيخابود"- إيخابود زال المجد, "أَخَذُوا سَيِّدِي" ووضعوه في "قَلْب الأَرْضِ".
ولكن هل يستطيع القبر أن يحتفظ به؟ هل يستطيع الموت أن يفسده؟ كلا, لأنه "لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ"؛ لأن داود سبق و تنبأ عنه قائلاً:"لَنْ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا". وتدحرج الحجر عن القبر، "وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ" يعلن أنّ يسوع بسلطان "وضعها" و بسلطان أيضاً "أخذها". لا كأليعازر الذي رُدّت إليه نفسه عندما سمع الصوت و قام مسرِعاً ومازال "وَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيل".
لقد خرج من القبر, خرج و كأنّ ابن الإنسان يصرخ منتصراً وبصوت عظيم "أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟" لقد غلب المسيح, سحق رأس الحية كما سحقت هي عقبه إذ "جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا" وأباد "بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ."