رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجوع اللاهوتي (يوحنا 6: 41-65) اضف إلى ما سبق، لا يتعامل المسيح فقط مع الفئات التي تبحث عن الخبز بسبب جوعها السياسي او الاقتصادي، بل يتعامل ايضا مع الذين وجدوا الخبز. لا شك انهم وجدوا الخبز ولكنهم لا يعرفون كيف يأكلوه ويتجادلون ويتذمرون على الطريقة التي يقضمون بها الخبز. يحدثنا دانتي عن احدى الغرف في جهنم قائلا انه يوجد فيها طبقا كبيرا يلتف حوله العديد من الناس وتوجد معالق كبيرة جدا. وبسبب كبر المعالق، لا يستطيع الشخص ان يطعم نفسه ولكن الناس في هذه الغرفة تبقى جائعة بالرغم من وجود الطعام. لقد وجدوا الطعام ولكنهم لا يستطعيون ان يأكلوه. هكذا بعضنا. عندنا الكلمة المقدسة. عندنا الكنائس الكثيرة. عندنا الترانيم. عندنا التاريخ العريق. عندنا المواقع الجغرافية. ولكننا لا نستطيع ان نأكل منها. فهناك ازمة في هويتنا اللاهوتية. يشدد البعض على الاستحالة قائلين ان الخبز يتحول فعلا إلى جسد ودم المسيح ويجعلون هذه الاستحالة اساسا للعقائد والطقوس والشعائر الكنسية. البعض الآخر يقول بأن جسد المسيح ودمه يصاحب ويتحد بالقربان. وتقول فئة ثالثة أن الخبز هو رمز لجسد المسيح. قد تناقش هذه الفئات كيفية اكل الخبز وللأسف تنسى ان تأكل منه. لا اقصد ان تأكل من الخبز او القمح بل ان تأكل المسيح. يقول يسوع: أنا هو خبز الحياة من يقبل إلي فلا يجوع. وبهذا نستطيع ان نصيغ كلمات المسيح بالصورة التالية: إن لم تأكلوني وتشربوني فليس لكم حياة فيكم (راجع يوحنا 6: 53). من يأكلني ويشربني له حياة. من يأكلني ويشربني يثبت في وانا فيه (راجع يوحنا 6: 54-58). من الواضح ان المسيح لا يدعو إلى اكل لحوم البشر وشرب دمهم. ولا يدعو المسيح إلى كسر الشريعة التي تحرم اكل اللحم مع دمه. ومن الواضح ان المسيح رفض التفسير الحرفي مقترحا ربط كلماته مع الروح والحياة (يوحنا 6: 63). بكلمات اخرى، هناك دعوة فردية للأكل من الخبز وهناك حالة شبع في الآكلين. معالم حالة الشبع هي الإيمان المؤسس على المسيح وسكنى المسيح في حياة الآكل وثبات الآكل في تبعية المسيح. يجب على الآكل ان يكون مثل المسيح الذي بذل نفسه باسم المحبة الإلهية وغسل ارجل يهوذا باسم المحبة الإلهية وسامح بطرس الناكر للجميل الإلهي باسم المحبة اليسوعية. دعوني اقولها بصراحة، بالرغم من انني اؤمن ان معتقد الاستحالة او اتحاد جسد المسيح بالخبز هو خطأ والافضل هو اعتبار الجسد رمز إلا انني لا أرى أن هذا الفرق هو اساس المشكلة اللاهوتية سواء كان في الكنائس التقليدية او الانجيلية. المشكلة الحقيقية هي أننا لا نبني هويتنا اللاهوتية على مركزية المسيح وعمله الكفاري على الصليب. فنحن اهل الصليب امام الاسلام واليهود. نحن اهل الخبز الذي بُذل من اجل العالم (يوحنا 6: 51). لا نخاف من الصلبان والضيق والاضطهاد لأننا نثق ان المسيح قد غلب العالم بقيامته المجيدة وانه سيبنى كنيسته وابواب الجحيم لن تقوى عليها. نحن ايضا اهل القيامة. في ختام هذه العظة، دعونا نتذكر ان مسيحنا هو مسيحيتنا. هو الخبز الحقيقي. ونحن الجياع إلى هذا الخبز. سماتنا وهويتنا جوعنا إلى المسيح. نحن من نجوع إلى المسيح فنقبل اليه ونؤمن به باستمرار. عندما يرانا الناس يقولون هذه الفئة تجوع وتعطش لحضور المسيح ولسلطانه على كل تفاصيل حياتها. نجوع إلى بناء هويتنا السياسية بحسب فكر المسيح واصلين المسيح بقضايا ومشاكل مجتمعنا. نجوع إلى بناء هويتنا الاقتصادية بتبني رؤيته الراديكالية. ونجوع إلى بناء هويتنا اللاهوتية على اساس هوية المسيح واقواله. من هو جائع للتعزية في البرية فليأتي إلى المسيح. من هو محتار فليبدأ بالمسيح. ومن هو متشدد بالفكر فليتواضع امام المسيح. المسيح هو الخبز ونحن الجياع إلى المسيح. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 21 |
رؤيا يوحنا اللاهوتي |
يوحنا بن زكريا ابن السباع اللاهوتي (يوحنا بن سباع) |
الجوع الاقتصادي (يوحنا 6: 25-31، 34) |
الجوع السياسي (يوحنا 6: 1-15) |