منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 12 - 2012, 07:05 PM
الصورة الرمزية شيرى2
 
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  شيرى2 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

جئت لأتمم مشيئتك
فى المزامير 37 – 38 يتحدث المرتل عن انتظار الرب ، فقد عانى داود النبى الكثير من شاول وأبشالوم وخيانة أخيتوفل الخ ..... والآن إذ تمتع بالخلاص بعد معاناة قاسية ، خاصة على يدى إبنه المتمرد أبشالوم ، تحولت مراثيه إلى تسابيح شكر يقدمها بوحى الروح القدس .
تعتبر تسبحة الشكر هذه مزمورا مسيانيا حيث تركز على شخص السيد المسيح وعمله . وتشهد الرسالة إلى العبرانيين ( 10 : 5- 10 ) أن السيد المسيح هو المتحدث هنا حيث يقدم خبراته ، يقدم نفسه بكونه ذاك الذى جاء ليتمم إرادة الآب ، والذى نزل إلى الجحيم ، إلى عمق طين الحمأة ، يحمل خطايا شعبه . كما يقدم الشكر بقيامته ، مقدما التسبحة الجديدة التى يترنم بها شعبه الذى خلصه ونجاه .
يعتبر هذا المزمور من أروع المزامير ، يجب ربطه بمزمور الآلام المجيدة ( مز 22 ) الذى يرتبط بتسبحة القيامة .

" انتظارا انتظرت الرب ،
فاصغى إلى ، وسمع تضرعى " [ 1 ، 2 ] .
تكرار الكلمة " انتظارا انتظرت " يكشف عن الجدية والمثابرة ، وقد استخدم الرب ذات الأسلوب حينما أعلن " شهوة أشتهيت أن آكل الفصح " لو 22 : 15 .
لعل المرتل أراد أن يقول إنه إذ سقط تحت عبء آلام وضيقات لا قدرة لإنسان أن يخلصه منها ، ولا رغبة له فى تدخل ذراع بشرى لخلاصه ، لبث ينتظر مترقبا بإيمان يد الله التى تجرح وتعصب ( أى 5 : 18 ) ، تسحق وتشفى .
يقدم لنا السيد المسيح نفسه مثلا فى انتظاره للأب ، مسلما إرادته بين يدى الآب ، سواء فى بستان جثسيمانى أو اثناء المحاكمة وهو الإله المعبود يصلى كما نصلى نحن ، ويصرخ كما نصرخ ، ويطلب أن تتم إرادة الآب فيه ، مع أنها واحدة مع إرادته ... ينتظر كمن يحتاج إلى عون ، وهو حامل الكل بقدرته ، وذلك كنائب عنا يعمل لحسابنا وبإسمنا وكمثال لنا ، إذ يقول الرسول : " الذى فى أيام جسده ، إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه " عب 5 : 7 . إنه يعلمنا كيف نغلب وسط آلامنا وفى صراعنا الروحى لننال الأنتصارات المجيدة .

" واصعدنى من جب الشقاء ،
ومن طين الحمأة " [ 2 ] .
فى وسط الآلام شعر المرتل أنه كما فى جب الشقاء ملطخ بالوحل ، كلما حاول رفع قدميه يغوص بالأكثر ، وليس من منقذ أو معين . إنه يذكرنا بإرميا النبى ( إر 38 ) الذى طرح فى الجب بسبب شهادته للحق .

" وأقام على الصخرة رجلى ،
وسهل خطواتى " [ 2 ] .
الصخرة هى ربنا يسوع ( 1 كو 10 : 4 ) الذى نزل إلى الجحيم ، لا عن خطية ارتكبها وإنما لأنه " وضع عليه إثم جميعنا " ، وحملنا فيه من الجحيم بكونه الصخرة والطريق ، نتكىء عليه ونختفى فيه فلا نغوص فى طين الحمأة ، بل تتشدد أرجلنا ، ولا تزل خطواتنا . فى نور الإيمان الحى نسلك ونجاهد فى خطوات ثابتة .

" وجعل فى فمى تسبيحا وسبحا لإلهنا ،
فيرى كثيرون ويخافون ويتوكلون على الرب " [ 3 ] .
إذ يتمتع المؤمن بالسيد المسيح الصخرة كأساس إيمانه وحياته الجديدة يختبر الحياة المقامة الغلبة للخطية والموت ، ينفتح لسانه ليترنم بالتسبحة الجديدة ، تسبحة النصرة ، اللائقة بإنساننا الجديد ، يختبر مراحم الله جديدة فى كل يوم .

" طوبى للرجل الذى اسم الرب رجاؤه ،
ولم ينظر إلى الأباطيل ولا إلى الوساوس الكاذبة " [ 4 ] .
إذ نقبل السيد المسيح طريقا لنا نسلك طريق الصليب الضيق ، نتمتع بالحياة المطوبة لأننا لا نضع رجاءنا فى الأباطيل الزمنية وخداعات العالم الكاذبةبل فىاسم الرب المصلوب .
ليكن الله رجاءنا ، فإن ذاك الذى خلق كل شىء هو أفضل من الكل !

" وأنت أيها الرب إلهى جعلت عجائبك كثيرة ،
وفى أفكارك ليس من يشبهك " [ 5 ] .
حتى إن قدم لنا بنو البشر عونا عن صدق وإخلاص إنما يقدمون ما لديهم من أمور زمنية باطلة ، أما الرب فيقدم عجائب كثيرة خلال حكمته الفائقة المعلنة فى الصليب : يقدم خلاصا من الخطية ، وتحررا من إبليس ، وتبريرا ، وتقديسا ، وبنوة لله ، ومجدا أبديا ! يقدم سلسلة طويلة من عجائب محبته الفائقة التى تكشف لنا عن أفكاره الإلهسة من نحونا .

" ذبيحة وقربانا لم تشأ ،
بل جسدا هيأت لى .
والمحرقات التى من أجل الخطيئة لم تسر بها .
فحينئذ قلت : ها أنا قادم .
فى أرض الكتاب مكتوب :
من أجلى هويت أن أعمل مشيئتك يا الله .
وناموسك فى وسط بطنى " [ 6 – 8 ] .
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أعني لأتمم مشيئتك، فأنت المخلص وأنت الخلاص
مزمور 40 - جئت لأتمم مشيئتك
+ المزمور الاربعون + ( جئت لأتمم مشيئتك )
‏من أمتلأ قلبه بحب الله
مزمور 40 - تفسير سفر المزامير - جئت لأتمم مشيئتك


الساعة الآن 08:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024