رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخوف سؤال: نفهم من الكتاب المقدس وجود نوعين من الخوف: خوف مقدّس، وهو رأس الحكمة بحسب كاتب المزامير، وخوف آخر يوحي به الشياطين، وهو خوف مَرَضي. في أي من الفئتين يأتي الخوف من الموت؟ جواب: بالواقع، هناك خوف من الله هو قوة لنعمة الله وبداية للخلاص، أي أنّ الإنسان يخاف أو يحترم الله ويبدأ بإطاعة وصاياه، وهناك خوف توحي به الشياطين يسبّب القلق والكرب. في أي حال، إلى جانب هذين الخوفين هناك الخوف النفساني المرتبط بشعور الإنسان بعدم الأمان وعجزه العاطفي. معنى الخوف من الموت يختلف من شخص إلى آخر. بالنسبة للأشخاص العالميين والملحدين يرتبط بمسلك "العدمية" أي أنّهم يفكرون بأنّهم يتركون العالم الوحيد في الوجود وينتهون إلى العدم واللاوجود. هذا ليس موجوداً عند الأرثوذكسيين. فخوف الموت عند المسيحيين يرتبط برحيل الروح من العالم الذي يعرفونه، بترك الأصدقاء والأقرباء، والدخول إلى عالم آخر لا يعرفونه بعد. إنّهم لا يعرفون كيف سوف تكون حياتهم وما الذي سوف يكون مع حكم الله بعد موتهم. من هنا ضرورة الرجاء والاستعداد الملائم. بالطبع، إن المسيحيين الذين بلغوا استنارة النوس والتألّه قد اتّحدوا مع المسيح ويتخطّون خوف الموت، كما نرى في حياة الرسل والشهداء وقديسي الكنيسة بشكل عام. في قراءة السنكسار نجد جملاً مثل "في مثل هذا اليوم، القديس (فلان) تكمّل في سلام" أو "تكمّل بالسيف"، وغيرها. يجب الإشارة هنا إلى أنّ في اليونانية، الفعل "teleioutai" يعني "تكمّل" أي اقتيد إلى الكمال، وهو يختلف عن الفعل "teleionei" الذي يعني "انتهى" (لم يعد موجوداً). كما يمكننا أن نقول بأن حياة الحواس "vios" تنتهي بالموت بينما الحياة "zoe" تتكمّل ولا تنتهي. المهمّ هو أننا بالحياة الروحية التي نعيشها علينا أن نغلب الخوف من الموت ونشعر بالموت كطريق نحو اللقاء مع المسيح والعذراء الكلية القداسة والقديسين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|