رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفرق الجوهري بين الروح القدس و الضمير هو ان : الضمير متسلط على النفس ويتحرك دائماً وفق ما تربى عليه من جهة المجتمع والتسليم الأخلاقي من الأسرة وحينما يُخالف الإنسان ما تسلمه من معطيات مجتمعية أو أسرية أو كلاهما معاً ، يبكته الضمير بصراخ واضح وينخسه من الداخل بالحزن ويحاصرة بالضيق الشديد ولكن في حالة من الشعور بالنقص والضعف والهوان الذي لا يمكن إصلاحه ولذلك نجد كثيرين يهربون من صوت الضمير لأنه ينبههم لانحرافهم تحت ضغط ما تربوا عليه !!! وهيهات ان وجد تصالح معه إلا بالمشقة والجهد المبذول والعودة لما تربى عليه وتسديد ما عليه من دين بالتعب النفسي والشعور بالغصب للرجوع لما كان عليه من تصحيح المسيرة ، ومع ذلك ستبقى آثاره واضحة على الإنسان من الداخل !!! وهيهات ان رضينا الضمير لأنه كسيد قاسي متسلط ، يعمل في فكر الإنسان وقلبه ويظهر أنه مدان ولن يتبرر ، لذلك نجد دائماً أن من لهم ضمير حساس يشعورن باليأس كثيراً جداً ، ولا يجدوا راحة أو عزاء في توبة أو الرجوع عن أخطائهم !!! ولكن عمل الروح القدس يختلف عن الضمير اختلاف جوهري مع أنه يطهره ويعمل فيه بتجيده ليصير مرهف لعمل الله وصوته الحلو وباختصار دون تطويل اذكر ما قاله القديس الأب صفرونيوس لتلميذه تادرس : * يتكلم الروح القدس في قلب المؤمن بكلمات الوحي المقدس ويزجر النفس غارساً مع الزجر سلاماً وفرحاً دون قهرٍ ودون تسلطٍ ويُعزي النفس بمواعيد الله الحية . * الروح القدس لا يترك النفس بل يُشجعها في وداعة ، ويُعزي القلب بالمثابرة هامساً بشكل غير منظور ويمتزج صوت الرب مع فكر الإنسان بشكل لا يلاحظه الإنسان حتى أنه يظن أنه هو الذي يتحدث مع نفسه . وإذا ثابر الإنسان واستمر في حياة الشركة أعطاه الروح القدس العزم وبذلك يستطيع أن يَعبُر بحر تجارب العالم . * إذا مال الإنسان وانعطف نحو الخطية وسقط فإنه يمر بمرحلة ظلام روحي على قدر قوة وتسلُّط الشهوة ومتى ضاع أثر اللذة وأفعال الإنسان مثل النائم من شرب الخمر يقترب الروح القدس في هدوء ويُحدث النفس في القلب شارحاً لها عدم جدوى الخطية وكيف أفسد التعدي الحياة الداخلية هنا يعمل الروح القدس مثل طبيب يكشف عن المرض ويقدم الدواء . * الروح القدس يتودد للنفس مخاطباً إياها عن حبها الأول وعن الصلاة والقدَّاسات التي نالت فيها قوةً وعزاءً وعن الاحتفالات بأعياد القديسين لكي نعيش بذرة الرجاء بمياه المواعيد ، ويفتح لها باب الحياة من جديد . حقاً سمَّي الرب يسوع الروح القدس " الباراكليت " أي المدافع عن الإنسانية التي افتُديَت بدم الابن الوحيد ، وهو أي الروح القدس لا يقدم لها دفاع المحامين في المحكمة وأمام القضاء ، بل دفاع المُعلَّم والمرشد لأن صلاح وعزاء الثالوث هو صلاحٌ واحد وعزاءٌ واحد لربٍ واحد . هكذا يقترب المعزي الذي يعرف أعماق النفس ويشرح لها مثل مُعلَّم حنون مواعيد الله ويكشف لها أسرار الحياة السمائية لكي تشتاق إليها وتعرفها ويُقدَّم لها عربون هذه الحياة لكي تحيا حسب الرجاء وتترك بحرية لذَّات وشهوات وغرور الخطية . هكذا يحفظ الروح القدس النفس في المسيح ويُثبتها حسب وصايا الرب حتى لا تستهين بموت الخطية . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|