رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"طوبى للأنقياء القلب. لأنهم يعاينون الله" (متى5: 8) هناك الملايين في العالم غارقون في النجاسة، مولعون بالخطية، وخيالاتهم كلها دنس، ولو أُتيحت لهم الفرصة يفعلون أية خطية .. والله يعرف ذلك. ومع أنه يكره الخطية، لكنه يحب أولئك الخطاة، ويريد أن يخلصهم. ولأجل هذا تكلف ما لا طاقة لعقولنا أن تقدّره ليمتعنا بطهارة القلب. لقد أرسل الله ابنه إلى العالم، وبذله فوق الصليب، حتى يمكن لدمه المسفوك أن يطهر قلوبنا. وهذا هو التطهير الشرعي أمام الله "مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير" (عب 10: 22 ) . ثم أقيم المسيح من الأموات، وتمجد في السماء، ومن هناك أرسل الروح القدس ليسكن في قلوب المؤمنين ليمتعنا بالحرية والنُصرة والقداسة. هذا هو الطريق لنقاوة القلب وليس سواه. فالممارسات الدينية الخارجية لا تفعل شيئاً للقلب النجيس، إن الزهد والتقشف لن يجديا نفعاً، بل إن ترك العالم كُلية والالتجاء إلى الصحراء لن يمتع الإنسان بالقداسة. لقد كان القديس أنطونيوس المعروف بأبى الرهبان مُخلصاً عندما ترك الدنيا بإغراءتها الكثيرة وقصد صحراء مصر ليتفرغ لعبادة الله ويستمتع برضاه. لكنه سجل بعد ذلك أن الشيطان عرف طريقه إليه في الصحراء وكان يحاربه هناك. بل إن الخطية - كما يعلمنا الوحي - تنبع من داخل الإنسان. نعم أيها القارئ العزيز، ليس ترك العالم هو العلاج، بل الوجود المستمر في حضرة الله بعد أن يستريح الضمير والقلب على عمل المسيح. تذكر أن يوسف الشاب الطاهر لم يكن في صومعة عندما انتصر على الخطية النارية، بل كان في بيت فوطيفار، لكنه هناك كان أمام الله، فقال "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله" قال أحد خدام الرب "إن كنت تعتقد أن العيشة في النجاسة ممتعة، فذلك لأنك لم تجرب حياة القداسة". فإن جربتها ستعرف كم ننحني أكثر امتاعاً بما لا يُقاس من الخطية. ففي نقاوة القلب يمكنك أن تحيا حياة الشركة الحلوة مع الرب التي ننحني كأيام السماء على الأرض! هذه ننحني السعادة الحقة التي أتمناها لك أيها القارئ العزيز، إنها السعادة أو البركة المتضمنة في كلمات المسيح العذبة والحلوة التي قالها من نحو ألفى عام ولازالت إلى اليوم جديدة وقوية "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|