![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تصير ذيلًا لأعدائها صَارَ مُضَايِقُوهَا رَأْسًا. نَجَحَ أَعْدَاؤُهَا، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَذَلَّهَا لأَجْلِ كَثْرَةِ ذُنُوبِهَا. ذَهَبَ أَوْلاَدُهَا إِلَى السَّبْيِ قُدَّامَ الْعَدُوِّ [5]. كثرة خطاياها هي علة هذا الحكم الإلهي (إر 40: 3، دا 9: 7، 16). "صار مضايقوها رأسًا"، أي سادة يحركون الشعب كعبيدٍ لا إرادة لهم. فإن كان الذي يسمع لصوت الرب ينال هذا الوعد الإلهي: "يجعلك الرب رأسًا لا ذنبًا، وتكون في الارتفاع فقط، ولا تكون في الانحطاط" (تث 28: 13)، فإن من لا يسمع لصوت الرب إلهه تحل عليه هذه اللعنة: "الغريب الذي في وسطك يستعلي عليك متصاعدًا، وأنت تنحط متنازلًا... هو يكون رأسًا، وأن تكون ذنبًا" (تث 28: 43-44). ذهاب الأبناء إلى السبي يذل الإنسان ويحول حياته إلى مرارة حيث يشعر أن ما مارسه انعكس حتى على أبنائه. ومن جانب آخر فاستعباد الأبناء يحمل نوعًا من اليأس بالنسبة للمستقبل. هذا هو حال الإنسان، إذ ينحني بإرادته للخطية من أجل شهوة جسدية أو كرامة زمنية أو رغبة في مكاسب مادية، تحتل الخطية مركز القيادة، تحرك كل طاقات الإنسان ومواهبه وقدراته حسبما تشاء، فيصير كأن لا إرادة له! حين تخضع النفس للخطية ولذتها تصير في عبودية لإبليس، مسلوبة الإرادة، يحركها كيفما يشاء. أما إن التصقت بمخلصها، وتحررت من الشهوات، فيصير العدو تحت قدميها، لا سلطان له عليها. في يديها أن تكون صاحبة السلطان أو أن تخضع في مذلة لا حول لها ولا قوة. في القديم قال النبي: "طرق صهيون نائحة لعدم الآتين إلى العيد" (مرا 1: 4)، مشيرًا بذلك إلى هجران النفس وسُقمها، لأنه لم يكن هناك أي طريق يوصل الله إلى نفس الإنسان وفكره، والنفس أيضًا لم تستطع أن تتقدّم أكثر نحو الله . القديس أنبا مقار الكبير |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|