منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 12 - 2024, 01:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

حث وتشجيع وتحفيز الابن الروحي



حث وتشجيع وتحفيز الابن الروحي

ذكرنا فيما سبق أن الرسول بولس يبدأ تحريضاته لتيموثاوس في أصحاح ١: ٦. لكن قبل التحريض يأتي التحفيز. والأعداد من١-٥ هي فقرة تحفيز رائعة لتيموثاوس. في الواقع هي رائعة لجميعنا. وذكرنا فيما سبق أول محفز هو السلطان. والمحفز الثاني محبة الغير أو الإيثار. والمحفز الثالث هو التقدير. ونواصل حديثنا، فنقول:

❉ رابعًا: أمر آخر مُحفِّز يبرز في هذه الافتتاحية هو ما سنطلق عليه الصلاة والطلبة. في نهاية عدد٣ يقول: «كَمَا أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ»، ثم يضيف: «فِي طِلْبَاتِي لَيْلاً وَنَهَارًا». إنه إسهاب أن تقول: «أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ فِي طِلْبَاتِي لَيْلاً وَنَهَارًا». كان يمكنه أن يقول: «أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ»، ويكتفي. أو يقول: «أَذْكُرُكَ فِي طِلْبَاتِي لَيْلاً وَنَهَارًا»، ويكتفي. لكن أن يقول: «أَذْكُرُكَ ... بِلاَ انْقِطَاعٍ ... فِي طِلْبَاتِي ... لَيْلاً وَنَهَارًا»، فهو بحق يؤكد الأمر تأكيدًا قويًا. فما يقوله هو: ”يا تيموثاوس: أنا أصلي لأجلك كل الوقت. وكوني أفكر فيك، وكون لدى ذكريات جميلة عنك، هو بسبب أنك متواجد دائمًا أمامي في حياة صلاتي، فأنا أطلب لأجلك دائمًا“. لقد استخدم الرسول بولس هذا التعبير في ١ تسالونيكى٥: ١٧«صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ». يا له من أمر مُحفِّز! «أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ»؛ بلا إعاقة، بلا توقف. إني أُذكّر الله دائمًا باحتياجاتك، مُتوسلًا من أجلك. إن كلمة ”طِلْبَات“ هنا هي توسل، سؤال، تضرع لله من أجلك؛ إني أصلي وأتضرع من أجلك ليل نهار. لست أدري إن كان ممكنًا الفصل بين الليل والنهار في زنزانة. لا أعرف، ربما لا فرق بينهما، لكن ما يقصده بولس هو كل الوقت، فأنا أتذكرك طوال الوقت، وأصلي من أجلك كل الوقت. هذا هو قلب الرسول بولس. لو قرأنا رسائله سنجد كم من المرات يقول للقديسين: إني أصلي من أجلكم بلا انقطاع. لقد قالها لكنيسة روما، لكنيسة كورنثوس، لكنيسة فيلبى، لكنيسة كولوسي، لكنيسة تسالونيكي، وأيضًا لصديقه فليمون. وهنا أيضًا لتيموثاوس: «أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ فِي طِلْبَاتِي لَيْلاً وَنَهَارًا».

هل تعلم كم يجبر ذلك قلب شاب؟ هل تعلم كم يسند ذلك التلميذ أن يعرف أن أحدهم يصلي لأجله باستمرار؟ إنها لا تطلق فقط قوة الله لأن «طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا» (يع٥: ١٦)، لكنها تعمل أيضًا كقوة دافعة في حياة الشاب، أن يعرف أن قديس الله، أعظم جميع القديسين، يُصلي من أجله يوميًا.

هل تريد التأثير في شخص ما للمسيح؟ هل تريد أن تحرك قلب أحدهم بطرق عظيمة؟ هل تريد أن تبقيهم مهتمين كيف يعيش ون؟ ضعهم تحت سلطان. دعهم يعرفون أن لك روح إيثار تطلب خيرهم، قدّرهم ثم ذكّرهم أنك لا تتوقف عن الصلاة لأجلهم، وانظر كيف يحفز ذلك قلوبهم.

❉ خامسًا: وهو أمر جميل؛ مشاعر ... مشاعر. «كَمَا أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ ... مُشْتَاقًا أَنْ أَرَاكَ» (ع٤). ”أشتاق إليك يا تيموثاوس ... أشتاق إليك“. إنه يريده أن يأتي. ويقول ذلك في أصحاح ٤ «بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ إِلَيَّ سَرِيعًا» (٤: ٩). وأيضًا يُضيف: «اَلرِّدَاءَ ... أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ ... بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ» (٤: ١٣، ٢١). ”يا تيموثاوس ... من فضلك ... أسرع“. إنه يريد حقًا أن يراه. إن كلمة ” مُشْتَاق“ هي كلمة قوية وعميقة، وتعني أن يكون لديك رغبة عارمة لشيء ما، أن تتوق إلى. إنها كلمة مركبة قوية في معناها. إنه يتألم لأنه يريد جدًا أن يكون مع تيموثاوس. وماذا يتبادر إلى ذهنه؟ «ذَاكِرًا دُمُوعَكَ». في آخر مرة كنا معًا، أنت بكيت. متى كانت آخر مرة كانا معًا فيها؟ لا يمكننا التأكد، لكن لا بد أنه في وقت ما بعدما تركه في أفسس، ومضى من هناك، ثم كتب له الرسالة الأولى، وقبل أن يكتب له هذه الرسالة الثانية. لقد زار أفسس في ذلك الوقت أثناء رحلاته في تلك الفترة، فكان له لقاء مع تيموثاوس، قبل القبض عليه في نيكوبوليس. وكان في ذلك اللقاء أنهما بكيا سويًا، لقد أحبَّ بعضهما البعض، ولم يتخيلا ألا يريا أحدهما الآخر.

يا أحبائي: إن هذا النوع من الرابطة يصعب أن يُوجَد اليوم! أليس كذلك؟ صعب أن يوجد بين الناس، وربما يثير ضحك البعض. عند وداع الرسول بولس لشيوخ كنيسة أفسس وقعوا على عنقه يبكون ويبكون لأنهم لن يروه ثانيةً «وَكَانَ بُكَاءٌ عَظِيمٌ مِنَ الْجَمِيعِ، وَوَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ يُقَبِّلُونَهُ، مُتَوَجِّعِينَ، وَلاَ سِيَّمَا مِنَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا: إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ أَيْضًا. ثُمَّ شَيَّعُوهُ إِلَى السَّفِينَةِ» (أع٢٠: ٣٧، ٣٨). أي رابطة عرفها هؤلاء الناس في ذلك اليوم! ذلك لأنهم أنفقوا حياتهم من أجل بعضهم البعض، ولم يبخلوا بحياتهم من أجل بعضهم البعض. وبالتالي كانت هناك محبة عميقة حانية في قلب بولس تجاه تيموثاوس، وافتقده بشدة، بعد سني الخدمة والشركة والسفر، وسنى الخطر والحروب والتعليم والألم، التي ربطت قلبيهما بحميمية معًا. فأُثير اشتياقه عندما تذكر كيف بكى تيموثاوس عند اللقاء الأخير بينهما.

ثم يقول: «مُشْتَاقًا أَنْ أَرَاكَ، ذَاكِرًا دُمُوعَكَ لِكَيْ ... (المعنى متضمنٌ في رؤياك) ... أَمْتَلِئَ فَرَحًا». والمعنى المُتضَّمن هنا هو أنه غير ممتلئ فرحًا في غياب تيموثاوس؛ إنه حزين. إنه يشعر بالأسى. إن له وجعًا في قلبه. لكنه يقول: ”لو استطعت فقط أن أراك، لامتلأت فرحًا“. أي مشاعر هذه! إني أحبك، وأهتم بك. إن هذا لمُحفِّز عظيم. هو مُحفِّز دافع. لو أردت أن تنعش أحدًا في الإيمان، أو أن تترك أثرًا فيه، دعه يعرف كم تحبه بعمق. إن ذلك لمُلهِم ومُحفِّز. مَن يستطيع أن يقاوم إلزام المشاعر القوية؟ مَن يستطيع أن يُقاوم قوة المحبة؟

❉ ثم أخيرًا سادسًا: التأييد وزرع الثقة، وهو أمر في غاية الأهمية. إن آخر عنصر يستعرضه بولس في تحفيز تيموثاوس، قبل البدء في توجيهه، هو زرع الثقة (ع٥). إنها المرة الثالثة التي فيها يتذكر الرسول في هذا المقطع. إنه يستخدم كلمات مختلفة، لكنها المرة الثالثة التي يتذكر فيها شيئًا «أَذْكُرُكَ ... ذَاكِرًا دُمُوعَكَ ... إِذْ أَتَذَكَّرُ الإِيمَانَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ الَّذِي فِيكَ، الَّذِي سَكَنَ أَوَّلاً فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي، وَلَكِنِّي مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا» (ع٣، ٤، ٥). إن هذا هو زرع الثقة. يا تيموثاوس، إني أذكر إيمانك الحقيقي، إن لديك إيمانًا مُخلِصًا حقيقيًا، إيمانًا صادقًا. وليس ذلك فقط، إنه إيمان غني. إنه إيمان قد وصلك من ”جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي“، وأنا أعلم أنه فيك؛ إنه إيمان غني وحقيقي. كما لو كان الرسول يقول له: ”أنا أعلم أنه بإمكانك أن تفعل ... أنا أعلم أنه بإمكانك أن تفعل ... أنا أعلم أنك تستطيع أن تستمر ... أنا أدعم إمكانيتك العظيمة ... أنا أعرف شخصيتك ... أنا أعلم بإيمانك“.

إنه لا يكتب إلى تيموثاوس ويقول: ”يا تيموثاوس أنت مُحبِط لي كل الوقت. يا لك من شخصية ضعيفة مترددة. إن استمرارك مشكوك فيه“. إنه لا يريد أن يزرع هذا النوع من الفكر فيه. إنه يزرع الثقة واليقين. «أَتَذَكَّرُ»: التذكّر عمل سلبي. لقد وصلته تذكرة، لست أعلم ما الذي حدث، ربما كانت مجرد صلواته أو ذكرياته أو ربما كانت رسالة أو ملحوظة من تيموثاوس أو من شخص ربما قابله، لكن هناك شيء ذكّره بإيمان تيموثاوس الحقيقي. إن كلمة ”حقيقي“ هي المرادفة لـ”عديم الرياء“؛ لا نفاق، لا اصطناع، بل حقيقي. لقد كان ابنًا حقيقيًا «الاِبْنِ الصَّرِيحِ فِي الإِيمَانِ» (١تي١: ٢). كان إيمانه حقيقيًا. كان إيمانه كما يجب أن يكون. لم يكن حقيقيًا فحسب، بل غنيًا. انظر إلى ذكر ”لَوْئِيسَ وَأَفْنِيكِي“ هنا. «كان أولًا في ”جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي“. كيف يعرف ذلك؟ لأنهما - بلا شك - اقتيدا إلى المسيح عن طريق بولس وبرنابا في رحلتهما التبشيرية الأولى إلى منطقة بيت تيموثاوس في غلاطية. عندما أتى بولس وبرنابا في أعمال١٤. لا شك أن هاتين المرأتين تأثرتا بالإنجيل. لقد تشاركتا مع بولس وبرنابا، حيث كانتا بالتأكيد امرأتين قديستين من العهد القديم؛ امرأتين تقيتين قُدام لله. وكان تيموثاوس ابن رجل يوناني أممي، قد مات، لكنْ هاتان المرأتان كانتا يهوديتين. وهاتان المرأتان الغاليتان اليهوديتان، صارتا مؤمنتين من خلال خدمة بولس وبرنابا، في الرحلة التبشيرية الأولى. وبحلول وقت حضور بولس في رحلته الثانية في أعمال١٦، كانتا قد اقتادتا ذلك الشاب تيموثاوس للمسيح، وهو بذلك نال الإيمان بالمسيح من أمه وجدته اللتين نالاه من بولس، فمن وجهة هو ابن تبشير بولس، لكن من خلال أمه وجدته.

وهكذا نال إيمانًا غنيًا. لقد تعلَّم منذ الطفولة «وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (٢تي٣: ١٥). لقد كانت له ميزة الجذر العميق في النمو المسيحي.

مؤخرًا، طلبت إحدى الخدمات المسيحية الرائدة في الولايات المتحدة الأمريكية قائدًا ليرأس الخدمة برمتها. وحدث أن اشتركتُ في بعض المناقشات، حيث قدموا قائمة من أسماء سبعة رجال ليختاروا من بينهم المؤهل لهذا المنصب لأهميته. فقرأت الثمانية أسماء وقلت للرجال المجتمعين: ”هل لاحظتم العامل المشترك بين هؤلاء الأسماء؟ هل لاحظتم أن كل اسم من هؤلاء الثمانية التي جمعتموها، هم رجال لهم أب مبشر معروف من رجال الله دون استثناء؟“ الأمر الذي لم يختاروهم على أساسه. لكن المغزى هو أن الجذور كانت عميقة للغاية، وكان الميراث غنيًا جدًا في هؤلاء الرجال، حتى أنهم تفوقوا على أقرانهم متفردين. هنا شيء يجب أن يقال. كان تيموثاوس هو المستفيد من ميراث مسيحي غنى عميق الجذور جاءه من أمه وجدته. وبلا شك - كان أبوه قد مات لأنه لم يُذكر. ثم تقابل مع الرسول بولس في مقتبل العمر ومن ثَم رعاه بولس. يقول بولس: ”لدى ثقة عظيمة فيك. أنا أعرف جذورك، وإيمانك؛ أنه غنى وحقيقي“. ويقول في نهاية عدد٥: «الَّذِي سَكَنَ أَوَّلاً فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي، وَلَكِنِّي مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا». هذا هو التأييد زرع الثقة. ويا له من أمر هام!

الآن استمع جيدًا، وأنا أفضي إليك بهذا. كل من هو في منصب قيادي روحيًا عليه أن يعرف تلك الأمور الستة، إذا أردت أن تحفّز الناس ليتجاوبوا مع الحق الروحي ولينموا في المسيح: أولًا: عليك إرساء مقام ذا سلطة. بكلمات أخرى، إنهم بحاجة ليعرفوا أنهم تحت التزام أن يتجاوبوا عندما تتكلَّم بكلمة الله. ثانيًا: أنك تريد أن تنقل لهم توجه الإيثار، أي أنه يجب أن يعلموا أنك تحمل جزيل خيرهم على قلبك. ثم توَّجه التقدير. إنهم بحاجة ليعرفوا أنك تشكر الله عند كل ذكرك إياهم. وأخيرًا توَّجه الطلبات أي أنك تصلي من أجلهم، وتوَّجه التقدير الذي يؤكد على المشاعر، أو بالحري، توَّجه المشاعر الذي يقول إنك تهتم بهم بعلاقة عميقة ومُحبة. وأخيرًا روح التعضيد التي تعضدهم، وتقول أنا أعرف أنك تستطيع.

هذه الأمور - صراحةً - هي عامة جدًا في التطبيق ويمكن أن تطبق حتى فيما هو أبعد من عملية التلمذة لأي من مجالات الحياة؛ أي من مجالات الحياة. لو طبقت ذلك عمليًا سيكون لك تأثير كبير على الناس الذين تؤثر فيهم لملكوت الله.



رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حث وتشجيع وتحفيز الابن الروحي
فوائد زبدة الفول السوداني تعزيز مستويات الطاقة وتحفيز نشاط الحامل
تشجيع وتحفيز وسط الضعفات
حضن إلهي وتشجيع سماوي
فرحة التوبة - الابن الضال (الابن الشاطر أو الابن المحب)


الساعة الآن 08:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025