فلَمَّا رأَى النَّاسُ الآيةَ الَّتي أَتى بِها يسوع،
قالوا: حَقًا، هذا هوَ النَّبِيُّ الآتي إِلى العَالَم
تشير عبارة "النَّبِيُّ الآتي إِلى العَالَم" إلى ترقُّب عامة الشَّعب مجيء المسيح إلى العَالَم وإدراكهم أن يسوع هو نبيُّ الأزمنة الأخيرة (يوحنا 1: 21)، ذلك النَّبي المنتظر الذي تكلم عنه موسى (ثنية الاشتراع 18: 15-18)، وهو المُرسل من الله إلى العَالَم ليتزعَّم حركة تحرير قومي يُحرِّر اليهود من استعمار الرُّومانيِّين ويُؤسِّس لهم دولة قويَّة، ويُقيم سلطان إسرائيل. ولذلك همّوا بإعلانه ملكًا (يوحنا 6:15).
لكن يسوع عَلِم التباس هذه المسيحانيَّة الشَّعبيَّة، ورفض هذا التَّنصيب الملكي المشبوه، والانزلاق في عمليَّة منافية لرسالته.
نبذ هذا الشَّعب تعليم الرَّب، ووجَّه قلبه وعقله لا إلى التَّقوى ونشر ملكوت الله، بل إلى ملكوت سياسي دُنيوي بعيد عن رسالة الخلاص التي جاء إليها المسيح على الأرض.
وباختصار، الشَّعب يفكر في خبز مادي، ويسوع يفكر في خبز الحياة الأبديَّة، الشَّعب يفكر في مملكة أرضيَّة، ويسوع يفكر في مملكة روحيَّة.