إذ يشعر داود بالضيق الشديد، يتكلم بدالة إلى الله، طالبًا أن يصغى لكلمات صلواته، بل وأيضًا يتأمل، أي يتفهم صراخه والإصغاء معناه أن يسمع باهتمام، ثم يطلب منه أن يشعر به ويفهم ما يعانيه، أما الصراخ فيعنى صلوات من القلب. وفى ترجمة أخرى يقال "فكرى" بدل صراخى، أي يطلب من الله أن يتفهم أفكاره الداخلية، فهو صراخ داخلي وليس خارجي، أي صلاة عميقة، مثل موسى، الذي كان يصلى عندما وصل إلى البحر الأحمر ورأى فرعون وجيشه يهجم عليه، فقال له الله لماذا تصرخ إلىَّ؛ لأن صلاة موسى كانت من قلبه كالصراخ (خر14: 15).
وداود يتكلم بدالة العروس مع عريسها، أو الابن مع أبيه، فلا يترجى الله أن يصغى إليه، بل يقول مباشرة إصغ وتأمل. وهو أيضًا يتكلم هكذا مباشرة؛ لأنه يتكلم كأب عن أولاده الخطاة، وكأم التي هي الكنيسة عن أولادها، فيتكلم بدالة، ليسمع الله صلوات كل الخطاة، الذين في ضيقة ويرحمهم.