كما أن العروس تفكر دومًا في عريسها الذي تُبادِله الحب بالحب، وتفكر في حياتها الزوجية بتعقُّلٍ، هكذا يتأمل المؤمن في الحكمة السماوية، ويتأمل في طريقها الذي يقوده إلى الأحضان الإلهية، ويطلب معرفة أسرارها.
إنه لا يقف عند التأمل بل دائم الحركة نحو عريسه السماوي، يتمتَّع بصحبة الرب "حكمة الله" ويحمله في داخله ويقتدي به، ويختبر عربون سماواته كمن يتطلَّع على الأبدية وهو بعد في الجسد، ينطلق كما من بابٍ إلى بابٍ، كما فعلت إستير إذ فُتِحَت لها الأبواب حتى دخلت إلى عرش الملك. يصرّ المؤمن أن يعيش على الأرض كمن يقيم في بيت الرب، ويضرب أوتار خيمته كما تحت ظل رعايته، ويحتمي فيه من حرّ التجارب، ويتذوَّق المجد الداخلي بحلول الرب فيه. لا يكف عن أن يصلي لكي يذوق الكل عذوبة الشركة مع المُخَلِّص.