ذاك اليوم ازداد الألم قساوة في نفسي، أكثر من أي يوم مضى. منذ الصباح الباكر، شعرتُ وكأنّ جسدي قد انفصل عن روحي. شعرتُ أنّ حضور الله قد غمر كل كياني.
شعرتُ بكل عدالة الله في داخلي. شعرتُ أنني أقفُ وحدي أمام الله. فكَّرتُ: أنّ كلمة واحدة من معرّفي قد تطمئنني كليًّا. ولكن ما العمل؟ فهو ليس هنا. على أنني قرَّرتُ أن أستنير في الاعتراف. ولمّا كشفتُ عن نفسي إلى الكاهن، خاف أن يتابع سماع اعترافي ممّا تسبّب لي بأقسى الآلام. لمّا رأيتُ تخوّف الكاهن، لم أحصل على السلام الداخلي، لذا قرَّرتُ أن أكشف عن نفسي لمرشدي الروحي فقط، في كل الأمور، من أكبرها إلى أصغرها، وسأتبع توجيهاته بدقّة.