رفعت الأنهار يا رب. رفعت الأنهار صوتها. ترفع الأنهار عجيجها.
من أصوات مياه كثيرة، من غمار أمواج البحر، الرب في العُلى أقدر
( مز 93: 3 ، 4)
لاحظ معي هذه الجملة التي بدأ بها المرنم شكواه لله؛ «رفعت الأنهار يا رب». إنها في الواقع جملة ناقصة؛ لقد ذكر فيها الفاعل الذي أخافه، وهو الذي أشار إليه بالأنهار، ثم ذكر الفعل فقال: «رفعت»، لكنه لم يذكر المفعول به لتكتمل الجملة، ويكتمل معها المعنى، فنعرف: ماذا رفعت الأنهار؟! ذلك لأن كلمة «يا رب» كانت إلى شفتيه أسرع، فخرجت منه رغمًا عنه، خرجت منه كصرخة مستغيث مُستجير، خرجت منه قبل أن يستكمل جملته ليقول لله؛ ماذا رفعت الأنهار.