ذات يوم، وبينما كنت في العبادة، ونفسي تموت شوقاً إليه و لم يعدْ بإستطاعتي حبس دموعي، رأيت روحاً في غاية الجمال وتحدّث إليّ بهذه الكلمات: «لا تبكي يقول الرب». بعد حين، سألته من أنت؟ أجابني: «أنا واحد من الأرواح السبعة الواقفين أمام عرش الله يمجّدونه ليلاً و نهاراً، دون إنقطاع». لم يُلطّف هذا الروح شوقي بل بالعكس زاده تأجّجاً. كان هذا الروح في غاية الجمال ويستمدّ جماله من إتّحاده بالله. لم يغادرني هذا الروح لحظة واحدة بل رافقني في كل مكان.
في اليوم التالي، وقت الذبيحة الإلهية وقبل رفعة القربان بدأ هذا الروح ينشد هذه الكلمات: «قدوس، قدوس، قدوس». كان صوته أشبه بألف صوت، يستحيل وصفه بالكلام، وفجأة إتّحدتْ نفسي بالله ورأيتُ عظمته وقداسته غير المدركة وأدركت في الوقت نفسه حقارة ذاتي.