رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخشبة و القذى (2) في البشارة للقديس متى الاصحاح السابع "«لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!" مت1:7-5 الشئ الأخر المُلفت للإنتباه في قول الرب أن الخطية مثل الخشب في العين هو أن الخطية، في هذه الحالة، تحجب الرؤية! تحجب رؤية كل شئ بما فيها الرب نفسه! و لهذا يقول الرب في نفس العظة على الجبل و المأخوذ منها هذا الجزء أن الأنقياء القلب يعاينون الله (مت8:5). إذا عندما أقول إني لا أشعر بوجود الرب في حياتي و إني لا أستطيع أن أراه فإن أحد الإحتمالات لهذا هو أن عيني بها خطايا متراكمة تحجب رؤية الرب. أيضاً في العظة على الجبل يقول الرب "سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ" مت22:6،23. و الترجمة الأخرى لهذا المقطع في ترجمة كتاب الحياة "فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَليمَة {أي غير مجروحة بأخشاب الخطايا} فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا". إذاً فالخطايا تمنع العين من رؤية الرب الذي هو نور العالم (يو12:8) و نورنا أيضاً و بالتالي فإن جسدنا كله يكون مُظلماً. تحدثنا بالأمس عن الألم الذي تُحدثه الأخشاب، و التي تمثل الخطية، في عيوننا و لكن الرب يسوع رسم مشهد أخر للخطية و تأثيرها على حياة الإنسان، محبوب الرب! المشهد الثاني يُمثل الجسد كغرفة مُظلمة و العين هي مصدر الإضاءة الوحيد في هذه الغرفة! و العين في هذه الحالة تستمد هذه الإضاءة من الرب. و لكن مع تراكم الخطية على العين، بالإضافة إلى الألم الفظيع الذي تُحدثه الخطية في العين، فهي تحجب الإضاءة عن الغرفة و بالتالي يعيش الإنسان في ظلام دامس! إنه مشهد مؤلم جداً. و هذا يُفسر المكتوب في بداية البشارة للقديس يوحنا عندما تكلم عن الرب يسوع "وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ" يو5:1. و أحد تفسيرات أن الظلمة لا تُدرك النور هو أن الكوة أو الشُباك الذي من الممكن أن يعبر منه النور، و هي العين، مسدودة بالخطايا! أراد الرب أن يجعلنا نُدرك بكل هذه الأمثلة التأثير المميت للخطية علينا نحن، صنعة يديه الكاملة! أراد الرب أن يُوضح أنه ما أبعد حالتنا بعد الخطية عن حالتنا المثالية الأصلية التي خلقنا عليها الرب. و لكن الخبر السار أن الرب عنده الحل و حتى و إن أصابت الأخشاب عيوننا بالعجز و العمى فالرب هو الذي فتح عيون العُمي و لديه الحل ليس فقط لي و لك و لكن لكل الناس كما سنتحدث غداً. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|