رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كانا يتحدثان عن يسوع ولكنهما كانا "مكتئبين" (الآية 17) ويعبران عن خيبة أملهما، وقلقهما، وحزنهما. كانا قد غادرا بلادهما ليتبعا يسوع وأصدقائه، وقد اكتشفا حقيقة جديدة لم يعد فيها التسامح والمحبة مجرد كلمتين ولكنهما لامستا الوجود. جدد يسوع الناصري كل شيء وغير حياتهما، ولكنه الآن ميت ويبدو أن كل شيء انتهى إلا أنه وبشكل غير متوقع، لم يعودا اثنين بل ثلاثة أشخاص يمشون. اقترب يسوع من التلميذين وأخذ يسير معهما، إلا أن أعينهما حُجبتا عن معرفته. بالطبع كانا قد سمعا عن قيامته، فقالا له: "غير أن نسوة منا قد حيّرننا، فإنهن أبكرن الى القبر فلم يجدن جثمانه فرجعن وقلن أنهن أبصرن في رؤية ملائكة قالوا إنه حي" (الآية 22-23). ولكن هذا لم يكن كافيا لإقناعهما لأنهن لم يروه " أما هو فلم يروه" (الآية 24). أما يسوع وبصبر شديد " بدأ من موسى وجميع الأنبياء يفسر لهما في جميع الكتب ما يختص به" (الآية 27). شرح يسوع القائم من الموت الكتاب المقدس لتلميذيه، وأعطاهما مفتاح فهم المسألة الأساسية أي حياته وسره الفصحي: الكتب تشهد له (يوحنا 5، 39-47). عندها أصبحت كل معاني، القانون، والأنبياء، والمزامير واضحة لهما، لقد فتح يسوع أذهانهما ليفهما الكتب ( لوقا 24، 45 بعد حين كانوا قد اقتربوا من القرية، على الأرجح الى منزل واحد منهما. تظاهر "الغريب" "أنه ماض الى مكان أبعد" (الآية 28)، ولكنه بقي لأنهما ألحا عليه فقالا: " أمكث معنا" (الآية 29). نحن بدورنا علينا أن نلح دائما على الرب ونقول له: " أمكث معنا." " ولما جلس معهما للطعام، أخذ الخبز وبارك ثم كسره وناولهما" (الآية 30). تبادر اليهما ما فعله يسوع خلال العشاء الأخير، " فانفتحت أعينهما وعرفاه" (الآية 31). إن حضور يسوع أولا من خلال كلماته، وثانيا بحركة كسر الخبز سمح للتلميذين بأن يعرفاه، فشعرا بطريقة جديدة ما كانا قد اختبراه عندما سار معهما: "فقال أحدهما للآخر: أما كان قلبنا متقدا في صدرنا، حين كان يحدثنا في الطريق ويشرح لنا الكتب؟ " (الآية 32). تشير لنا هذه الحادثة عن "المكانين" المميزين حيث يمكننا لقاء يسوع القائم من الموت الذي يغير حياتنا: حين نصغي الى "الكلمة" بالشراكة مع المسيح، وكسر الخبز؛ هما مكانين مرتبطين ارتباطا وثيقا ببعضهما لأن "الكلمة والإفخارستيا متصلتان ببعضهما، لدرجة أننا لا يمكننا أن نفهم أي منهما إن فُصلتا: فكلمة الله تتجسد في الإفخارستيا" (الإرشاد "كلمة الرب"، 54 - 55 بعد هذا اللقاء، " قاما ورجعا الى أورشليم، فوجدا الأحد عشر والذين معهم مجتمعين، وكانوا يقولون أن الرب قام حقا وتراءى لسمعان" (الآية 33-34). في أورشليم، سمعا خبر قيامة يسوع وبدورهما أخبرا تجربتهما الممتلئة بالحب ليسوع القائم من الموت، والتي ملأت قلبيهما بفرح عظيم. فهما كما قال القديس بطرس: "ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات" ( رسالة بطرس الأولى 1، 3). في الواقع، ولد فيهما من جديد حماس الإيمان، وحب الجماعة، والحاجة الى نشر الخبر السار. قام المعلم من بين الأموات، ومعه تولد كل أشكال الحياة من جديد، تصبح الشهادة لهذا الحدث بالنسبة اليهما ضرورة ملحة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|