رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
توسل إلى أيوب للاستماع إليه فَأصْغَ يَا أَيُّوبُ وَاسْتَمِعْ لِي. أنْصُتْ فَأَنَا أَتَكَلَّمُ [31]. يسأل أليهو أيوب أن يفحص بعمق ما قاله، وينصت بانتباه شديد إلى ما سيقوله. فإن لديه الكثير ليقوله، وهو أمر يمس حياته، يستحق أن يطيل أناته ويصبر في حدية ليستمع إلى ما سيقوله له. إِنْ كَانَ عِنْدَكَ كَلاَمٌ فَأَجِبْنِي. تَكَلَّمْ. فَإِنِّي أُرِيدُ تَبْرِيرَكَ [32]. قبل أن يكمل أليهو حديثه الوارد في الأصحاح التالي أراد أن يتوقف متأنيًا، سائلًا أيوب أن يجيبه أو يقدم تعليقاته عما قاله. هنا يبرز هدوء أليهو، فإنه وإن بالغ في اتهام أيوب لكنه يتوقف ليسمع تعليقاته بروح طيبة. فإن غايته لا أن يوبخ ولا أن يكيل الاتهامات بل يفتح باب الخلاص والبرّ ليتبرر أيوب أمام الله. هكذا يليق بنا في كرازتنا أن ندرك حقيقة رسالتنا، لا النقد والتوبيخ بل المساندة والحنو مع الصراحة وعدم المداهنة. لقد سبق فقال أليهو لأيوب إنه مثله خُلق من ذات الطين، فكلاهما يحتاجان إلى المخلص المعين. ويقول الرسول بطرس في كرازته لأول أممي: "أنا أيضًا إنسان" (أع 10: 26). لا يحتاج الإنسان إلى من يرعبه، بل إلى من يحنو عليه ويترفق، ويُشعر أنه رفيق معه في الضعف البشري، ومحتاج معه إلى العون الإلهي. في تواضع وحب وحنو يسأل أليهو أيوب إن كان لديه اعتراض أو يطلب استيضاح أن يتكلم بحرية، فإنه يود أن يوضح بمحبة كل ما في ذهنه، لأجل تبريره. كما طلب أليهو من أيوب أن يسمع بطول أناة وصبر لما قاله أليهو وما سيقوله، فإنه يعلن استعداده هو أيضًا أن يسمع بصدرٍ رحب وبطول أناة. بقوله "أريد تبريرك" خشي أليهو أن يكون قد أساء فهم عبارات أيوب أو نسب إليه أقوالًا بمعانٍ لم يقصدها أيوب، لهذا يعطيه الفرصة ليتكلم في صراحة. وَإِلاَّ فَاسْتَمِعْ أَنْتَ لِي. أنْصُتْ فَأُعَلِّمَكَ الْحِكْمَةَ [33]. إن لم يكن لدى أيوب ما يعترض به على كلمات أليهو، يطالبه الأخير أن يستمع إليه ويصغي بانتباه، فيعّلمه الحكمة. إذ التزم أيوب الصمت، ولم يتدخل أحد من الأصدقاء الثلاثة، أراد أليهو أن يكمل حديثه (كما ورد في الأصحاح التالي). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|