رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رَآنِي الْغِلْمَانُ فَاخْتَبَأُوا، وَالأَشْيَاخُ قَامُوا وَوَقَفُوا [8]. كانت له رهبة عظيمة، فكان يخشاه السالكون في غير نضوجٍ كغلمانٍ مستهترين. هؤلاء كانوا يرونه فيختبئون منه، حتى لا تنفضح شرورهم. أما الذين سلكوا كشيوخٍ مختبرين حكماء، فكانوا يقفون في إجلالٍ وتوقيرٍ له. وكما يقول الرسول: "وأما الشيوخ المدبرون حسنًا، فليُحسبوا أهلًا لكرامة مضاعفة" (1 تي 17:5). "فأعطوا الجميع حقوقهم... الخوف لمن له الخوف، والإكرام لمن له الإكرام" (رو 7:13). * "رآني الغلمان فاختبأوا، والشيوخ يقفون منتصبين" [8]. إن تطلعنا إلى التفسير التاريخي نصدق ما يقوله. إن أخذنا ما قاله بمعنى رمزي، فإن الذين لم تتثقل نفوسهم بثقل المشورات يُدعون "غلمانًا". عادة ما يدعو الكتاب المقدس الذين لهم وزن (خبرة في الماضي) في شخصياتهم بأنهم شيوخ، ليس فقط بكونهم صاروا ناضجين خلال الكم من السنوات... يقول أحد الحكماء: "لأن الشيخوخة المكرمة لا تقوم على كثرة الأيام، ولا تُقاس بعدد السنين. ولكن شيب الإنسان هو الفهم، وسن الشيخوخة هي الحياة التي بلا عيب" (حك 8:4-9)... الآن "يرى الغلمان" الكنيسة المقدسة ويختبئون، ويقوم الشيوخ وينتصبون، لأن غير الناضجين يخشون نشاطها واستقامتها، والشيوخ يمجدونها. التافهون في الفكر يهربون، وأما الجادون والكاملون فيثنون عليها بالارتفاع للتأهل لحياتها. الناقصون يلومون نظامها وحبها الكامل. "الغلمان يرونها ويختفون"، لأنهم يخشون أن يُكتشف سلوكهم الخفي. البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|