تجاه يسوع، لا تتمَّ الاستنارة بالإيمان إلاَّ للذين يعلمون أنهم عُمْيان. فلا بدَّ لمَن يريد أن يرى مجد المسيح أن ينسى علمه. أمَّا الذين يقولون إنهم يعلمون ويرون، فإنهم لا يضعون أنفسهم موضع الاستنارة، لذلك تظل خطيئتهم ثابتة، كما صرّح لهم يسوع: "لو كُنتُم عُمْياناً لَما كانَ علَيكُم خَطيئة. ولكِنَّكُم تَقولونَ الآن: إنَّنا نُبصِر فخَطيئَتُكُم ثابِتَة"(يوحنا 9: 41).
أمَّا الذين يتقبلون نُور المسيح، مثل هذا الَأعْمى، فهم ينتقلون من العَمى إلى رؤية الإيمان وفي النهاية يكتشفون يسوع هو المسيح "لِتُؤمِنوا بِأَنَّ يسوعَ هو المسيحُ ابنُ الله، ولِتَكونَ لَكم إِذا آمَنتُمُ الحَياة بِاسمِه" (يوحنا 20: 31). فمن يريد أن يقدِّم نفسه للمسيح، عليه أن يَطرح على نفسه السؤال الذي طُرح يسوع على الَأعْمى مُنذُ مَولِدِه "أَتُؤمِنُ أَنتَ بِابنِ الإِنْسانِ؟" (يوحنا 9: 35). ويعلق البابا فرنسيس " الَأعْمى الذي شُفي وأصبح يرى بعيني الجسد والروح هو صورة لكل معمّد، إذ تمَّ انتشاله من الظلمات إلى نُور الإيمان" (عظة 22/3/2022).