رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال. "يَعمَلَ" في الأصل اليوناني δουλεύειν إلى خدمة العبادة. إن قلب الإنسان لا يمكن أن ينال الاكتفاء إلاَّ من خلال عبادة الله الواحد كما جاء في الشريعة الإِلهِيَّة "لا يَكُنْ لَكَ آِلهَةٌ أُخْرى تُجاهي" (خروج 20: 3). يعرف الله أنَّ التجربة الكبرى للإنسان تتمثَّل، لا في عدم الإيمان به، ولكن بالأحرى في خلق إله حسب معاييره، ووضعه جنبا إلى جنب مع الله الواحد الحق. أمَّا عبارة "إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر "فتشير إلى جمع المال لا يمنعنا من خدمة الله فحسب، إنَّما أيضا يجعل قلوبنا عليه واكتسابه غايتنا العظمى. فكل إنسان مُجبر أن يختار بين هذين السَيِّدَيْن، لانَّ عدم اختيار الله إنما هو اختيار العالم وما فيه من المال. فمن الضروري ألاَّ نجعل من أنفسنا عبيداً للمال، بل نرفض كل سيد عدا الله الذي يستوجب منّا ثقة مطلقة لقدرته وحكمته وحبِّه الأبوي (متى 6: 24-34)، فنجعل الله يملك على حياتنا وعملنا وممتلكاتنا وخططنا وعلاقاتنا. وفي هذا الصدد يقول صاحب المزامير " مَلْعونٌ الرَّجلُ الَّذي يَتَّكِلُ على البَشَر ويَجعَلُ مِنَ اللَّحمِ ذراعاً لَه وقَلبُه يَنصَرِفُ عنِ الرَّبّ. مبارَكٌ الرَّجُل الَّذي يَتَّكِلُ على الرَّبّ ويَكونُ الرَّبّ مُعتَمَدَ " (إرميا 17: 5 ،7). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|