رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التلاميذ الأولين: خير مثال على إتباع يسوع هو نداء يسوع وطلبه من الأخَوَيْن بُطرُس وأَندَراوس أن يتركا صيد السمك فقالَ لَهما: "اِتْبَعاني أَجعَلْكما صَيَّادَيْ بَشر" (متى 4: 19)؛ وسرعان ما طلب يسوع أيضا من الأخَوَيْن يَعْقُوب بنُ زَبَدَى ويُوحَنَّا (متى 4: 21) أن يتبعاه. فقد طلب يسوع من هؤلاء الصَيَّادَيْن أن يتبعوه ليربحوا الناس إلى ملكوت السماوات ويجذبوا النفوس من حولهم إلى المسيح مثل الصياد الذي يجذب السمك بالشباك إلى قاربه. لقد قابل الإخوان بُطرُس وأَندَراوس والإخوان يَعْقُوب ويُوحَنَّا يسوع من قبل (يُوحَنَّا 1: 15-42)، وعندما دعاهم يسوع كان يعلمون أي رجل هو، فكانوا على استعداد لاتباعه، بل كانوا مقتنعين حقاً أنَّ إتباعهم له سيغيّر حياتهم. والآن يسوع يدعوهم إلى الخطوة التالية أن يتركوا صيد السمك ويتبعوه. فبدأ الإنجيل بدعوة أربعة أشخاص والعدد أربعة يرمز إلى العالم كله. دُعوا من أجل العالم، وهم اللبنة الأولى في صرح الكنيسة. كان بُطرُس وأَندَراوس ويَعْقُوب ويُوحَنَّا هم أوائل تلاميذ يسوع المسيح الذين عملوا معه، وقد دفعتهم دعوته إلى ترك أعمالهم فورا. ولم يحاولوا الاعتذار أنَّ الوقت لم يكن ملائماً، بل تركوا عملهم في الصيد وتبعوه. وبقبولهم للمُهمّة الجديدة، اختاروا التّجرّد الكامل عن هموم الوظيفة السّابقة لكي يتفرّغوا يداً وعقلاً وقلباً للرسالة الجديدة. فمن يعرف المسيح حقيقة يترك كل شيء حاسبًا إياه نفاية ويكرس قلبه كليا للمسيح كما حدث مع بولس الرسول " أَعُدُّ كُلَّ شَيءٍ خُسْرانًا مِن أَجْلِ المَعرِفَةِ السَّامية، مَعرِفةِ يسوعَ المسيحِ رَبِّي. مِن أَجْلِه خَسِرتُ كُلَّ شَيء وعدَدتُ كُلَّ شَيءٍ نُفايَة لأَربَحَ المسيحَ" (فيلي 3: 8). المسيح يدعو الناس، ليس لما هم عليه، بل لما يجعلهم هو أن يكونوا، إذا ما كانوا مستعدين لطاعته والسماح لنور المسيح يُشرق في حياتهم، وإظهار القدرة الإلهية فيهم. يأخذ الربّ يسوع ما لدى الناس العاديّين، مثلنا، ويُمكّنا أن ننجز أشياء عظيمة لملكوته. وقد أظهر القدّيس بولس هذه القدرة فيما كتبه: " ولَم يَعتَمِدْ كَلامي وتَبْشيري على أُسلوبِ الإِقناعِ بِالحِكمَة، بل على أَدِلَّةِ الرُّوحِ والقُوَّة" (1قورنتس 2: 4). فقد رأينا، بالفعل، "صوت" رسل الربّ يسوع يذهب "في الأَرضِ كُلِّها، وأَقوالُهم في أَقاصي المَعْمور" (رومة 10: 18). لذلك، فإنّ كلّ من سمع كلمة الله المُعلَنة بقوّة يصبح ممتلئًا هو نفسه بتلك القوّة الظاهرة من خلال تصرّفاته ونضاله من أجل الحقيقة حتّى الموت. فالتلاميذ الأوائل انتقلوا من مهنة الصيد إلى رسالة النفوس بقدرة المسيح ونعمته. وبالتالي فالمبَشرون بالمسيح هم أصحاب رسالة وليس مهنة. نستنتج مما سبق أن متى الإنجيلي لخّص رسالة يسوع قائلا " كانَ يسوع يَسيرُ في الجَليل كُلِّه، يُعَلِّمُ في مَجامِعِهم ويُعلِنُ بِشارَةَ المَلَكوت، ويَشْفي الشَّعب مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة" (متى4: 23)، وعليه تقوم رسالة يسوع على التعليم وإعلان بشارة الملكوت (متى 5-7) وشفاء الشَّعب من كل مرض وعلة (متى 8-9)؛ وهذه الرسالة موجّهة ليس فقط إلى الجموع الآتية من اليهودية كما كان الحال مع يُوحَنَّا المعمدان، وإنما للمجموعات آتية من الجَليل والمدن العشر وهي ارض وثنية. كما ورد في إنجيل متى "فتَبِعَتْه جُموعٌ كَثيرةٌ مِنَ الجَليل والمُدُنِ العَشْرِ وأُورَشَليمَ واليَهودِيَّةِ وعِبْرِ الأُردُنّ" (متى 4: 25). وهذه هي رسالة الرسل رسالة للعالم أجمع وهي غير مرتبطة لا في مكان ولا في زمان، بل هي لكلِّ الأوقات ولكلِّ الأزمان ولكلِّ الأجيال. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التلاميذ الأربعة الأولين |
المسيحيون الأولين دافعوا عن ايمانهم |
المسيح وتلاميذه الأولين |
معجزة الصيد الوفير - دعوة التلاميذ الأولين |
كبرنا فلم نجد أمثال الأولين |