هكذا كان مخطَّطُ ربّ السماء في هدوءٍ عظيم وبردٍ صامت. فاللهُ اختارَ أكثرَ الأمورِ ليكونَ بينَنا بدلَ الخوف ويشاركنا وحدَتَنا. وهذا يعني مسيرةُ الله نحو شعبٍ بسيطٍ ليفدِيَ الإنسانَ كما يقول مار أوغسطينوس "نزل اللهُ ليرفَعَ الإنسانَ إليه". فمسيرةُ الله ما هي إلا مسيرةُ محبةٍ، تجسَّدت بظهورِ الملاك معلِناً فرحةَ ولادة طفل المغارة قائلاً للرعاة "إنكم تجدونَ طفلاً ملفوفاً مضجَعاً في مذود" (لو12:2) وهذا الطفل يحتاجُ إلى كلِّ واحدٍ منّا لكي يحقِّقَ سلامَه بينَنا وفي عالَمِنا اليوم. إنه طفلٌ وضيع، وُلِدَ بين الفقراء.