رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَنْعَمُ مِنَ الزُّبْدَةِ فَمُهُ، وَقَلْبُهُ قِتَالٌ [ع21]. إنهم مخادعون بكلماتهم اللينة والمعسولة، إذ يقتربون إليه ويخاطبونه برقةٍ. * اقتربوا إليه يجربونه (لو 2: 19-26)، يخفون عنه هدفهم المخادع. كانوا يخاطبونه بكلمات لينة، وهم مثل وحوشٍ شرسةٍ في ثياب حملانٍ. مثل هؤلاء وبخهم المرتل أيضًا قائلًا: "ألْين من الزيت كلماتهم، لكنها سهام مسنونة". القديس كيرلس الكبير * كانت أقوالهم ناعمة مثل الزيت، هؤلاء الذين بتملقٍ كانوا يقولون: "يا معلم أنت بالحق تعلم طريق الله"، وأقوال كثيرة مثل هذه، لكنهم بالحقيقة كانوا مثل السيوف المسنونة، يجرحوننا ويميتوننا. الأب أنثيموس الأورشليمي * غالبًا ما يثير الصبر المتصنع الغضب أكثر مما يثيره الكلام، وبالصمت المؤذي يزيد شتائم الغير بطريقة أكثر مما يثيرها الكلام، وجراحات الأعداء تُحتمل بأكثر سهولة من مداهنة الساخرين المملوءة مكرًا، والتي قيل عنها حسنًا بالنبي: "يأسر رؤساء إرادته"، وفي موضع آخر قيل: "كلام النمَّام مثل لقمة حلوة، فينزل إلى مخادع البطن" (أم 26: 22). هذا يطابق القول: "لسانهم سهم قتَّال، يتكلم بالغش بفمه، يكلم صاحبه بسلام وفي قلبه يصنع له كمينًا" (إر 9: 8). على أي الأحوال، إنه يخدع الغير، إذ "الرجل الذي يُطري صاحبه، يبسط شبكة لرجليه" (أم 29: 5). أخيرًا عندما جاءت جموع كثيرة بسيوف وعصي للقبض على الرب، لم يكن أحد من المجرمين في حق واهب الحياة أكثر قسوة من ذاك الذي تقدم باحترام مملوء خداعًا وتكريمًا فاسدًا، مقدمًا قبلة حب غاش، هذا الذي قال له الرب: "يا يهوذا، أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟!" (راجع لو 22: 48). الأب يوسف |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|