رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحية النحاسية: (العدد 21) في الشهر السادس من السنة الأربعين بعد خروج بني إسرائيل من أرض مصر، تذمر الشعب على الله وعلى موسى. أما سبب التذمر فإنه السير الطويل في الجو الحار في ذلك الوقت من السنة. وكانت الرحلة قد طالت، وتعب الجميع وبدأوا يتذمرون على الله وعلى موسى قائلين: »لماذا أصعدتمانا من مصر لنموت في البرية؟ لأنه لا خبز ولا ماء، وقد كرهت أنفسُنا الطعام السخيف«. قالوا عن المن إنه طعام سخيف. عافته نفوسهم، لأنهم ظلوا يأكلونه أربعين سنة متتالية، مع أن التوراة تصفه لنا أنه كبذر الكزبرة، أبيض اللون، وطعمه كرقاق بعسل. وكان آباؤهم قد سبقوا أن قالوا لموسى: »من يطعمنا لحماً؟ لقد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجاناً، والقثاء والبطيخ والكراث والبصل والثوم، والآن قد يبست أنفسنا. ليس شيء غير أن أعيننا إلى هذا المن«. وغضب الله على بني إسرائيل بسبب هذا التذمر الذي ليس في محله، فأرسل الرب عليهم الحيات المحرقة، فلدغت الشعب فمات منهم كثيرون. وأما القول بأن الحيات محرقة، فالظاهر أن المقصود به نوع الحيات شديدة السم التي لدغتهم. وظن البعض أنها وُصفت بالحيات المحرقة لأن لون رؤوسها الأحمر ولمعانها كان كالنار. وقال آخرون: إن شدة لمعان الشمس المنعكسة على أبدان الحيات جعلتها تبدو كالنار. وقال غيرهم إن لدغة الحيات المحرقة كانت شديدة الألم كلدغ النار. ولا زالت تلك المنطقة من سيناء مليئة بالحيات السامة كثيرة العدد. وعندما اشتدت لدغات الحيات على الشعب، وزاد عدد الذين ماتوا، التجأوا إلى موسى وقالوا له: »قد أخطأنا إذ تكلمنا على الرب وعليك، فصلِّ إلى الرب ليرفع عنا الحيات«. وصلى موسى لأجل الشعب، فقال الرب لموسى: »اصنع لك حية محرقة، وضعها على راية. فكل من لُدغ ونظر إليها يحيا«. فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على راية، فكان متى لدغت حية إنساناً ونظر إلى حية النحاس يحيا. هذه القصة التي حدثت في صحراء سيناء مع بني إسرائيل ذكرها السيد المسيح في حديثه مع رجل الدين اليهودي نيقوديموس، فقال له: »وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الْإِنْسَانِ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ. ثم مضى المسيح يقول: لِأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ«. لقد رفع موسى الحية في البرية، وانتقل السيد المسيح بمحدّثه نيقوديموس من المعلوم - أي من حادثة رَفْع موسى الحية في البرية - إلى غير المعلوم وهو أن المسيح سيُرفع على الصليب من أجل خطايا البشر (يوحنا 3:14 - 16). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|