على أبواب البستان
حبيبي و سيدي يسوع .. و الآن أسألك :
وقد بلغنا ذروة المنتهى معك و دخلنا إلى عمق أعماق حبك و تعبيره .. وخرجنا معك إلى البستان حيث خرجت مع تلاميذك إلى جبل الزيتون ثم إلى ضيعة جثسيماني ...
تُرى يا سيدي ماذا كان يجري في عروقك و أعماقك و مشاعرك .. ماذا كان يحدث في قلبك .. بماذا كنت تناجي أبيك و بماذا كان يتناجى أبيك معك ...
سيدي و حبيبي يسوع الراكع الآن في جثسيماني...
أجثو أنا تحت قدميك الجاثيتين في هذا البستان البارد ببرودة قسوة قلبي ( قلب الإنسان ) و شره ، الدافئ بنار التهاب قلبك بحب أبيك ... و حب بشريته و أولاده ...
أجثو طالباً أن تسكب في أعماقي من أعماقك و في أحشائي من أحشائك .. و في قلبي من قلبك .. كما يتصور فيّ كل ما لك .. هبني ألمك حبك شعورك .. كل ما لك .. كي يكون لي كل ما فيك ... فلن أرضى يا سيدي بأقل من أن أكون يكون لي كل ما لك في هذا اليوم و أتمنى أن يكون كل يوم ..
فهل تقبلني إليك ..؟!
فأنت تعلم يا حبيبي أن الشيطان الكاره لصليبك إن لم يستطع أن يخرجني منه ، فهو يروضني لكي لا أشعر بك فيه .. يُبلد إحساسي و يميت مشاعري و بدلاً من أن أعيش فيك حياً فيه .. تصير لي يا سيدي عليه تمثالاً ميتاً بارداً لا حياة فيه .. فأكل و أشرب و أنام و ألعب و اقترع على ثيابه .. بل و اشترك مع الهازئين السابين اللاعنين المجدفين .. و قد أدخل مع الصالبين الضاربين القائلين ...
حبيبي المُلتهب بحُبي المائت لأجلي ..
أتوسل إليك الآن لكي تجعلني فيك و ليس معك بدءً من بستانك حتى قبراً ..
فــــــــــــــــــــــهل تقبلني ..