قالوا لَه: ((لَيس عِندَنا هَهُنا غَيرُ خَمسَةِ أَرغِفةٍ وسَمَكَتَيْن)).
أمَّا عبارة " لَيس عِندَنا هَهُنا غَيرُ خَمسَةِ أَرغِفةٍ وسَمَكَتَيْن" فتشيرالى علامة شعور الإنسان بدوره الحيوي ومساهمته في خدمة البشرية كما ورد في كلمات داود النبي " ومِن يَدِكَ أَعطَيناكَ" (1أخبار 29: 14). والجدير بالذكر ان الاناجيل الأربعة عيَّنت جميعها مقدار ذلك الطعام لإظهار صحة المعجزة ولتبيان انه لم يكن لهم الطعام سوى ذلك القدر الزهدي الذي كان مع الصبي الوارد ذكره في انجيل يوحنا (6: 9)، وهذه الكمية من الطعام لا تكفي التلاميذ وحدهم بل تكاد لا تكفي غير إثنين منهم، لان معدل ما يأكله الرجل ثلاثة ارغفة في دفعة واحدة (لوقا 11: 5، 6).
ويقول البابا بِندِكتُس السادس عشر "إنّ أرغفة الخبز المصنوعة من الشّعير في حياتنا قد تبدو غير مفيدة، لكن الله بحاجة إليها وهو يطلبها منّا".
هنالك تفاوت بين حاجة الشعب والإمكانيات الحقيقية للتلاميذ. يحتج التلاميذ مركزين انتباههم على ما ليس لديهم من الطعام والمال. والموقف الذي يبدو مستحيلا بالوسائل البشرية هو فرصة لله. وعلينا أن نضع كل إمكانياتنا البشرية بين يدي المسيح طالبين البركة في الصلاة. إن الله قادر ان يصنع المعجزات، علينا فقط أن نثق به ليمُدُّنا بالموارد. فالمتاح قليل ولكن مع البركة يصير كثيرًا جدًا.