رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِتُسَبِّحِ اسْمَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ أَمَرَ فَخُلِقَتْ . تسبح هذه المخلوقات خالقها، لأن مع كل ما فيها من إمكانيات وأنظمة، إلا أنها خُلقت بأمرٍ مجردٍ. لم يكن الله محتاجًا إلي زمن لدراسة خلقة هذه الكائنات، ووضع أنظمة لها، وتحديد أهدافها، والحفاظ عليها. الله في حبه لخليقته يود أن يثبتها إلى الدهر، وفي نفس الوقت يضع لكل منها حدودًا. فالبحر يعرف حدوده، فلا يغطي الأرض ويفسدها إلا بسماح من الله. والشمس لها حدودها، وإلا أحرقت كل ما على الأرض. من محبة الله ورعايته لخليقته يضع حدودًا، لا ليحطم أو ليظهر سلطانه، وإنما لأجل بنيان الخليقة ونفعها. في تعليق للقديس جيروم على ما ورد في إنجيل مرقس حين دعا السيد المسيح سمعان وأندراوس، فللحال تركا شباكهما وتبعاه، وأيضًا حين دعا يعقوب بن زبدي ويوحنا أخاه "تركا أباهما زبدي في السفينة مع الأجرى وذهبا وراءه" (مر 1: 20). يرى القديس جيروم ما لكلمات السيد المسيح من سلطان وفاعلية، فهو الذي "أمر فخُلقت" (مز 148: 5). *صنع المسيح كل الأشياء... لا بمعنى أن الآب تنقصه قوة لخلق أعماله، إنما لأنه أراد أن يحكم الابن على أعماله، فأعطاه الله رسم الأمور المخلوقة، إذ يقول الابن مكرمًا أبيه: "لا يقدر الابن أن يعمل شيئًا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأنه مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك" (يو 5: 19). وأيضًا: "أبي يعمل حتى الآن، وأنا أعمل" (يو 5: 17). فلا يوجد تعارض في العمل، إذ يقول الرب في الأناجيل: "كل ما هو لي فهو لك. وما هو لك فهو لي" (يو 17: 10). هذا نعلمه بالتأكيد من العهدين القديم والجديد، لأن الذي قال: "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك 1: 26)، بالتأكيد تكلم مع أقنوم معه. وأوضح من هذا كلمات المرتل: "هو قال فكانت، وهو أمر فخُلقت" (مز 148: 5). فكما لو أن الآب أمر وتكلم والابن صنع كل شيء كأمر الآب . القديس كيرلس الأورشليمي *بالحقيقة إنها (مخلوقات) جميلة، وتقدم منظرًا عجيبًا، يظهر الحقيقة أن لها خالق ولم توجد من ذاتها... من لهم أية شكوك، فليتعلموا مني أن لهم خالق أو صانع يعتني بها ويرعاها . القديس يوحنا الذهبي الفم *ترنم أيضًا داود القديس: "هو قال فصارت، هو أمر فخُلقت" (مز 23: 9). أما أنه "قال" فليس كما يحدث في حالة البشر عندما يتكلم المرء يستمع خادم ما، وبمجرد علمه برغبة المتكلم يسارع إلى التنفيذ والعمل، لأن هذا يختص بالمخلوقات. أما بالنسبة للكلمة فلا يليق أن يفكر أحد عنه هكذا. لأن كلمة الله خالق وصانع، وهو نفسه مشيئة الآب. من أجل هذا لم يقل الكتاب المقدس بأن المستمع سمع وأجاب فيما يخص الكيفية التي يريد أن تكون عليها المخلوقات، بل قال "ليكن"، ثم أضاف "وكان هكذا" (تك 1: 3، 6، 11، 15). البابا أثناسيوس الرسولي *حديث الرب نفسه فعّال، ما قاله حقق غرضه . القديس جيروم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|