البابا كيرلس السادس .. البطرك الأهم
مثلت فترة البابا كيرلس السادس «البابا رقم 116 في تاريخ بابوات الكنيسة القبطية» حجر الزاوية الآمن لإنتقال الكنيسة من قبضة الإكيلروس ـ رجال الدين ـ، إلى جيل الكهنة العلماء الذين خرجوا من مدارس الأحد التي أسسها حبيب جرجس وأسفرت عن تولي البابا شنودة مهامه الباباوية؛ والغريب أن رجل الصلاة ـ لقب البابا كيرلس الشهير ـ، لم يعرف المسيحية إلا عبر حفظه الإنجيل على يد شيخ مسلم.
يروي الصحفي محمود فوزي في كتاب البابا كيرلس وعبد الناصر الصادر عن مؤسسة الأهرام للنشر والتوزيع سنة 1998 م ، أن مفارقات طفولة عازر ـ اسم البابا كيرلس السادس ـ، أنه قد درس الكتاب المقدس على يد شيخ مسلم، حيث اقترح الشيخ أحمد غلوش على والد عازر أن يذهب بابنه إلى الكتاب القريب من المنزل خلال العطلة الصيفية، وبرفقته الإنجيل ليدرس فيه، ونفذ الأب وصية الشيخ، وبدأ عازر يتردد على الكتاب ومعه إنجيل يوحنا المكتوب بحروف كبيرة حيث قام الشيخ بتحفيظه الإنجيل.
وعقب تلمذة البابا كيرلس السادس على يد الشيخ أحمد غلوش، شبً عازر وتعلم حتى حصل على الثانوية العامة ثم عمل لثلاث سنوات في شركة «كوكس للسياحة» بالإسكندرية، بعدها بدأت رحلته مع الرهبنة منذ عام 1927م حين التحق بـ«دير البراموس» في وادي النطرون، وهو المعروف بـ «وادي القديسين».