رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المكافآت الحاضرة (1) التنقية الأدبية: يقول أيوب في بلواه «إِذَا جَرَّبَنِي أَخْرُجُ كَالذَّهَبِ» (أي23: 10). ويؤكِّد الرسول بطرس ذلك بالقول: «الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ - إِنْ كَانَ يَجِبُ - تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1بط1: 6، 7). ومَنْ فينا لا يشعر باحتياجه المستمر إلى التنقية الروحية والأدبية؟! إن نيران التجارب تُلمِّع المعادن النفيسة وتزيد نقاوتها «لأَنَّكَ جَرَّبْتَنَا يَا اللهُ. مَحَصْتَنَا كَمَحْصِ الْفِضَّةِ» (مز66: 10). عندما بارك الرب آخرة أيوب أكثر من أُولاه، صار له - من ضمن ما صار - ثلاث بنات جميلات جدًا هن: “يميمة” أي “يمامة”، حيث الطُهْر والنقاء؛ و“قصيعة” أي “سنا”، حيث المجد والبهاء؛ و“قرن هفّوك”، أي“ قرن الدهن”، حيث الفرح والرجاء. فهل هناك أجمل من ذلك «فِي كُلِّ الأَرْضِ» (أي42: 12-15). (2) التعويض الروحي والزمني: إذا سمح الرب بشوكة في الجسد، منح معها نعمة خاصة تُعَوِّض عن وجود هذه الشوكة، كما حدث مع بولس (2كو12: 9). وإذ سلَّم داود بأن “سب” شمعي بن جيرا له، وإهانته، وراءها يد الرب، قال: «لَعَلَّ الرَّبَّ يَنْظُرُ إِلَى مَذَلَّتِي وَيُكَافِئَنِي (يُعوضني) الرَّبُّ خَيْرًا عِوَضَ مَسَبَّتِهِ بِهَذَا الْيَوْمِ» (2صم16: 12)، وهو ما حدث حرفيًا. إن الرب الأمين إن سمح بضغط في جهةٍ، يقينًا سيُوُجِد تعويضًا أو مخرجًا في جهةٍ أخرى. (3) التعزية والتشجيع: كما تحدَّث الرسول عن كيف أن الله أبانا هو «أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلَهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا» (2كو1: 3، 4)؛ ويقول المرنم: «عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي، فِي دَاخِلِي تَعْزِيَاتُكَ (ليست فقط تشجِّع، بل) تُلَذِّذُ نَفْسِي» (مز94: 19). (4) الرِفعَة: لقد تألم يوسف ظلمًا وسُجن وهو بار، إلا أن هذا الطريق المؤلم كان هو عينه طريق رِفعته ثانيًا بعد فرعون على كل أرض مصر. وربنا المعبود احتمل الصليب مستهينًا بالخزي فجلس في يمين عرش الله» (عب12: 2). إن كل ضغط مؤلم نقبله لا بد وأن تتلوه رِفعَة روحية وأدبية، كما هو مكتوب «تَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ اللهِ الْقَوِيَّةِ لِكَيْ يَرْفَعَكُمْ فِي حِينِهِ» (1بط5: 6)، بل الضِّيقَ نفسه «يُنْشِئُ صَبْرًا (أو تحملاً)» (رو5: 3)، مما يجعل المؤمن أرقى وأسمى روحيًا عن ذي قبل حتى وهو في أتون التجارب نفسه. (5) الأفراح الروحية: التجارب والآلام مرتبطة بالأمور الزمنية، وهي بمثابة “الينابيع السفلى”، لكن الرب لديه أيضًا - بل وفوق ذلك وأسمى منه - البركات الروحية أو ما يمكن أن نشير إليه بـ“الينابيع العليا”. وكلما ضغطت علينا يد الآب المحب، وسمحت لنا بتذوق “مرارة” مارة؛ كلما دفعنا ذلك دفعًا إلى البحث عن مصدر آخر للحلاوة والعذوبة، وهو ما نجده في الرب يسوع المسيح. إن هذه النتائج والمكافآت المباركة هي لنا من الآن، ولنا أن نتمتع بها منذ أول لحظة نجتاز فيها أحزانًا وآلامًا «بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ» (1بط4: 19). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إنهم يحبون الأمور الحاضرة، ويذهبون ليناموا وسط هذه الأمور الحاضرة |
لا تنظروا للتجارب |
المكافآت الأبدية للتجارب |
لن أتركك للتجارب |
اصبروا للتجارب |