يرى البعض أن المسيح «فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ» تلقى من الآب الكلام المذكور في إشعياء 49. والنبوة في ذلك الأصحاح تصف تعب المسيا مع إسرائيل، بدون تقدير من جانبهم، وفيها يقول المسيح: «أَمَّا أَنَا فَقُلْتُ: عَبَثًا تَعِبْتُ. بَاطِلاً وَفَارِغًا أَفْنَيْتُ قُدْرَتِي. لَكِنَّ حَقِّي عِنْدَ الرَّبِّ، وَعَمَلِي عِنْدَ إِلَهِي» ( إش 49: 4 ). وفعلاً كان التعويض الرائع والعظيم من الله، إذ يجيبه الله بالقول: «قَلِيلٌ أَنْ تَكُونَ لِي عَبْدًا لإِقَامَةِ أَسْبَاطِ يَعْقُوبَ، وَرَدِّ مَحْفُوظِي إِسْرَائِيلَ. فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُورًا لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَـى الأَرْضِ». فمع أن المسيح لمَّا أرسل تلاميذه الاثنى عشر، أرسلهم فقط «إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ» ( مت 10: 7 )، لكن رفض الأمة له جعل الدائرة تتسع جدًا، تتميمًا لهذه النبوة العظيمة.