نرى الغنيّ المسكين يتعذّب من هذا الإنفصال فيستجدي أباه ابراهيم أن يرسل له لعازر كي يبلّ طرف إصبعه في الماء ويبرّد لسانه. ولماذا لعازر بالتّحديد ؟؟ ذلك لأننا نحمل تاريخنا بين أيدينا ونحن راحلون عن هذا العالم . والدّليل جواب ابراهيم : "تذكّر يا ابني ،أنّك نلت نصيبك من الخيرات في حياتك ، ونال لعازر نصيبه من البلايا . وها هو الآن يتعزّى هنا وأنت تتعذّب هناك" . ألغنيّ تمتّع بالخيرات ، بعطايا الله، وحده ، دون أن يلتفت حتّى إلى لعازر ، فهو نسي العاطي. أمّا لعازر وهو مطرح عند باب الغنيّ لم يتذمّر ولم يتأفّف من حاله ، وبالتّالي انتقل إلى حيث لا عذاب ولا ألم ولا جوع ولا ظلم ولا قهر. إنّه ينعم بالرّفاهيّة الحقيقيّة ، وهي الحياة مع الله.
والمشكلة الحقيقيّة في الهوّة الّتي تفصل بين مكان لعازر ومكان الغنيّ . يوم كان لعازر قرب الغنيّ ، لم يلمحه ولم يهتمّ له ، والآن انفصال الغنيّ عن الله جعله يدرك اهمّية لعازر في حياته.