أبونا الراهب سارافيم البرموسي
نصائح لسرّ التوبة والاعتراف
فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلَّا يُدْرِكَكُمُ الظّلاَمُ
يو 12: 35
سرّ التوبة والاعتراف ليس لتبرير الذات والتماس الأعذار للأخطاء
سرّ التوبة والاعتراف ليس لتفريغ شحنة عاطفيّة لتخدير الضمير الذي يعذّب الإنسان
سرّ التوبة والاعتراف ليس لسرد أحداث تفصيليّة لرسم صورة تبرّر النفس أمام أب الاعتراف
الإقرار بالخطايا يكون للمسيح وكأنه قائم أمامك يسمع منك، فلا ترى أو تشعر بوجود آخر غير المسيح
سرد الخطايا لا يستلزم وقتًا طويلاً بل انسكابًا قلبيًّا في شعور بمحضر الله ورفّ روح الله ليهب الغفران
الإقرار بالخطايا دونما توبة يصلّي فيها الإنسان لطلب عون / رحمة الله يكون بلا معنى
الإقرار الأوّل بالخطايا يكون في المخدع أمام الله بصوت علني، مع الاعتراف بالخطيئة وطلب النعمة في المقابل
دور الأب الكاهن هو أن يكون شاهدًا على توبتك، أي يعلن أن تلك توبة حقيقيّة بحسب معيار الإنجيل والوصيّة، فهو ينقل لك بشرى قبول توبتك إن كانت متناغمة مع مطلب الإنجيل، كما يرشدك إلى طريق التوبة الحقيقيّة التي يطلبها منّك الربّ إن كانت توبتك ليست سوى محاولة تخلُّص نفسي من وطأة الضمير
دور الأب الكاهن أيضًا أن يشهد أمام المسيح أنّك قدّمت توبة حقيقيّة ومن ثمّ تتجدّد عضويتك في جسد المسيح الذي فصلت نفسك عنه بالخطيئة -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- ومن ثمّ يمكن التقدُّم للتناول فيما بعد لتشارك الجسد الواحد نعمة التمتّع بيسوع الإفخارستي.
لا يجب أن تخجل من الأب الكاهن لأنه يتوقّع اعترافًا بالخطايا لا حديثًا عن الانجازات الروحيّة، وبقدر ما يجترأ الإنسان أن يعترف بخطيئته هادمًا أسوار الخجل ناظرًا على النعمة التي يحملها المسيح له، بقدر ما يتهلَّل الكاهن لأنه يرى أن حصون الشرّ تتهدّم لأن النور يدخل إلى مخدع القلب ويطهّره. فكشف الأفكار يعرضها للنور، ومن ثمّ ينحسر تأثيرها على الإنسان.
حينما تعترف لا تبحث عن الخطايا الضخمة من وجهة نظرك، بل كلّ ما يعوِّق سكنى الله في حياتك، وإن كانت أشباه الشرور، فقد تكون تلك هي الثعالب الصغيرة التي تفسد كرم المسيح الذي قد زرعه الروح في قلبك. لا توجد خطايا كبيرة وأخرى صغيرة، فالخطايا كلّها فاصلة وعازلة لنور الله عن بصيرة الإنسان.
يجب أن تفرّق بين الاعتراف وطلب الإرشاد؛ فالاعتراف هو السرّ حتى تنال صكّ المغفرة بشهادة الكنيسة فتثق أمام شكايات الشيطان أن خطاياك في بحر النسيان ولا تعود تُذكر فيما بعد، أمّا الإرشاد فيبحث في كيفيّة النهوض وكيفيّة الثبات وكيفيّة التحرُّك والتقدُّم في معرفة الله والاستنارة برؤيا المخلِّص يملأ الوجود حياة وضياء.
الإرشاد يمكن أن يعينك فيه أب كاهن أو خادم أو كتاب أو اجتماع أو عظة أو كلّ تلك الأمور معًا، أمّا سرّ التوبة والاعتراف يتطلّب كاهنًا، فلا تثقّل على الكاهن بطلب الإرشاد في الوقت الذي يجب عليك أن تقدِّم إقرارا بالخطايا لتنال صكّ المغفرة.
أن تتوب وتعترف بخطاياك وإن سقطت فيها مجدّدًا، أفضل من ألاّ تتوب ولا تعترف لأنك تكرِّر الخطيئة؛ فنزع جذور الخطيئة من أروحنا ونفوسنا بل وأجسادنا أحيانًا تستلزم وقتًا طويلاً وصبرًا.
لذا فإنّ زمن الاعتراف لا يجب أن يتعدّى خمسة إلى عشرة دقائق على أقصى تقدير لأن تلك هي الفترة التي تقرّ فيها بخطيئتك دون أن تسترسل في سردّ أحداث ووقائع وتفاصيل بعيدة عن روح الإقرار بالخطيئة.