|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سؤال
أ. حلمي القمص يعقوب لماذا منع صاحب الحقل عبيده من أن ينتقوا الزوان بحرص من الأرض عوضًا عن الإضرار بالزرع الجيد (مت 13: 29)؟ وهل معنى هذا أن نترك الأشرار يرعون في الكنيسة؟ وكيف يقول السيد المسيح، وهو الإله العالِم بكل شيء، أن حبة الخردل أصغر جميع البذور مع أن هناك بذار أخرى أصغر منها مثل بذور الأوركيد، كما أن شجرة الخردل أصغر من أن تأوي إليها الطيور، فهيَ قصيرة جدًا بجوار أشجار أخرى؟ وكيف يُشبّه السيد المسيح ملكوت السموات بالخميرة (مت 13: 33) مع أن الخميرة ترمز للشر؟ الأجابه لماذا منع صاحب الحقل عبيده من أن ينتقوا الزوان بحرص من الأرض عوضًا عن الإضرار بالزرع الجيد (مت 13: 29)؟ وهل معنى هذا أن نترك الأشرار يرعون في الكنيسة؟ وكيف يقول السيد المسيح، وهو الإله العالِم بكل شيء، أن حبة الخردل أصغر جميع البذور مع أن هناك بذار أخرى أصغر منها مثل بذور الأوركيد، كما أن شجرة الخردل أصغر من أن تأوي إليها الطيور، فهيَ قصيرة جدًا بجوار أشجار أخرى؟ وكيف يُشبّه السيد المسيح ملكوت السموات بالخميرة (مت 13: 33) مع أن الخميرة ترمز للشر؟ ج: 1ــ قال صاحب الحقل لعبيده الذين أرادوا جمع الزوان: "لا. لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ" (مت 13: 29) ولا سيما أن نبات الزوان في مراحل نموه الأولى يشبه نبات الحنطة، كما أن جذور هذا تتشابك مع جذور ذلك، لذلك نهى السيد عبيده عن قلع الزوان لئلا يقلعوا معه الحنطة. ويقول "تومسون" في كتابه "الأرض والكتاب" عن الزوان: "إن نوع هذه النباتات يتفق تمامًا مع هدف المَثَل، فعندما ينمو النبات وتظهر رؤوس السنابل يمكن لأصغر طفل أن يميز بين الحنطة والزوان، ولكن في بداية نمو السنابل، فقد تخطى العين المدقّقة في التمييز بين الحنطة والزوان. وحتى بعد التمييز بين الحنطة والزوان فإن قلع الزوان يُعرّض القمح أيضًا للقلع، لأن جذور النباتات تتشابك بعضها البعض. كان المزارعون يتركون الزوان مع الحنطة إلى وقت الحصاد" (922). وبسبب التشابه الكبير بين الزوان والحنطة دعوا الزوان بِاسم "القمح الكاذب" أو "القمح النغل"، والكلمة العربية المُترجمة إلى "زوان" هيَ "زونيم" وهيَ مشتقة من كلمة "زنا" بالعبرية، وفي وقت الحصاد والدرس كانت تختلط بعض حبات الزوان بحبات الحنطة، فتقوم النسوة بفرز هذا عن ذاك، لأن حبوب الزوان تغيّر طعم الخبز. وفي هذا المَثَل تشير الحنطة للأبرار والزوان للأشرار، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فالمسيح يزرع القديسين في حقل هذا العالم، وعدو الخير يزرع الأشرار ليفسدوا طرق اللَّه المستقيمة، وكثيرًا ما يتشبه الأشرار بالأبرار، فيتخذون صورة التقوى ولكنهم ينكرون قوتها، ومن الصعوبة بمكان التمييز بين العذارى الجاهلات والحكيمات في هذه الحياة، بل أن الجاهلات قد تكنَّ مشهورات أكثر من الحكيمات. واللَّه في عدله يعطي الفرصة كاملة للأبرار والأشرار، وهو يشرق بشمسه ويمطر على هذا وذاك، وقد يتوب بعض الأشرار فيتحوَّلون من زوان إلى حنطة، وربما في أواخر حياتهم، لذلك يجب أن يأخذ كل إنسان فرصته بالكامل. ويقول "القديس أوغسطينوس": "كثيرون يكونون في البداية زوانًا، لكنهم يصيرون بعد ذلك حنطة، فإن لم نحتملهم بالصبر وهم خطاة لما يمكن بلوغهم إلى هذا التحوُّل المستحق لكل تقدير" (923). فعلى الأبرار أن لا يبدّدوا طاقاتهم وأوقاتهم في إدانة الأشرار، بل الصلاة والتضرع للَّه القادر أن يحوّل الزوان إلى حنطة، عالمين أن اللَّه لا يسعى لإبادة المعاندين المتكبرين، فوقت الفصل بين الأشرار والأبرار، ومكافأة الأبرار ومجازاة الأشرار لم يحن بعد، ولكن الدينونة ستُعلَن في وقت الحصاد. ويقول "الأب متى المسكين": "ولكن للمسيح قصدًا أن لا يخلع الزوان من مكانه قبل الآوان لئلا يؤذي الحنطة، فحكمة المسيح ترى أنه يلزم أن ينميا معًا، الصالح والطالح تحت شمس واحدة. ولكن ليس كل أبناء المسيح أبناء الملكوت ولا كل الذين ليسوا أبناء المسيح أبناء العدو. فسمة أهل العالم شيء وسمة أولاد العدو شيء آخر. لذلك فأبناء الملكوت يعيشون وسط أبناء العالم لا يُفرَّقون من بين الناس، لأن التفرقة الوحيدة ستكون في نهاية الدهور" (924). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|