رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الراهب القمص إبراهيم الأنبا بولا -
ماذا تطلب مني؟ كما علمتني كنيستي: أعطني لأشرب!! (يو4: 7) و ليكن لك كما تريدين!! (مت 15: 28). * جاء المسيح يطلب من السامرية ماء هو يريد أن يفجر فيها نبعًا حيًا لأنه يقول (رؤ 21: 6). * أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا وبخطة محكمة تدرج بها إلي أن فجر في قلبها نبع حب سقت به أهل السامرية. * أمَّا الكنعانية فظل يضغط عليها حتى فجر حبها لكل العالم، وقال لها "عظيم هو إيمانك ليكن لك". هلُمَّ نتعرف على الخطوات التي مرت بها السامرية حتى سقاها من الماء الحي، وها هو على الصليب يطلب منَّا بنفس الخطوات ويقول لنا (يو19: 28) أنا عطشان!! فاحذر لئلا تسقيه خلًا. أنا عطشان إلي البساطة - أنا عطشان إلي الحوار - أنا عطشان إلي نظره ثاقبة - أنا عطشان إلي إيمانك بي - أنا عطشان إلي وقت وجلسة هادئة - أنا عطشان إلي قلب مفتوح 1 – أنا عطشان إلي البساطة وسيكون لك كما تريد: لقد وجدت فيه إنسانًا محبًا بسيطًا وديعًا يطلب من امرأة + سامرية + زانية فقالت ببساطة كيف تطلب مني وأنت يهودي = عظيم وقريب من الإله، وأنا امرأة سامرية ولم تذكر له ما يعتقده أو يؤمن به حيث أنه ممنوع على اليهودي أن يخالط السامريين ولم تتهكم بالكلام بل بأدب وببساطة. فلا تظن السوء بأحدٍ وتعامل ببساطه لكي تتعرف على من يتعامل معك وسيكون لك كما تريد.. 2 – أنا عطشان إلي الحوار وسيكون لك كما تريد: بالحوار والبساطة نتعامل ونسمع الطرف الآخر إلي الأخِر كما صبرت في الحديث مع المسيح حتى قال لها: "لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الطالب.. لطلبتي أنت.. ماءً حيًا" (يو 4: 10) لقد سحب قلبها إلي العمق، إلي المعرفة الحقيقية، لأنه هو كنز الحب لكل العطاش لهذا: بالحوار دخل بها بحرص شديد، يتدرج بها ومعها ليدخل فيها لتتعرف على إنسان ليس هو شحاذًا ولا محتاجًا لكوب ماء، هو يريد أن يعطي أكثر مما نفكر فيه.. بالحوار ستجد الله لا يثقل عليك ولا يطلب منك أشياء عثرة الحمل هو محب يريد أن يعطينا.. بالحوار معه سيكون لك كما تريد وأكثر.. 3 – أنا عطشان إلي نظره ثاقبة وسيكون لك كما تريد: لقد نَظَرَت إليه بعين فاحصه: ألعلك أعظم من أبينا يعقوب (يو 4: 12) إذ كيف يكون عندك ماء حي وأنت فقير، ليس لك دلو ولا عندك بئر من أين لك هذا. كيف وأنت فقير تُغني، وكيف وأنت لا تملك شيئًا تعطي لقد أثم شعب الله؛ لأنه عمل شرّين، تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم أبارًا (أر 2: 13) أمَّا هذه فبالنظرة الشافية قالت له "يا سيد" وسألته "مَنْ أين لك؟" إذًا أنت أعظم من أبينا يعقوب.. لننتبه إلي المسيح، إلي حضوره معنا وفينا، إلي الكائن في كل مكان. وإن ضعفت فاسأله بالحوار وببساطة وبنظرة ثاقبة، ستكتشف أنه عظيم قادر على كل شيء وكل شيء مستطاع عنده، وسيكون لك أفضل مما تريد. 4 – أنا عطشان إلي إيمانك بي وسيكون لك كما تريد: لقد نبت إيمانها وطلبت: يا سيد أعطني هذا الماء لكي لا أعطش ولا أتي إلي هنا لأستقي (يو 4: 15) لماذا حتى الآن لم تصدق المسيح وتطلب منه؟ كلام الله يفيض أسرارًا، أمَّا الحوار مع الله يفوق الأفكار.. ببساطة الحوار وبالعين الشفافة يدب وينبت الإيمان فتأخذ كما تريد من أسرار وأفكار فتحيا معه باستمرار. فلن تعطش إلي الأبد بل يصير فيك ينبوع.. 5 – أنا عطشان إلي وقت وجلسه هادئة وسيكون لك كما تريد: الوقت قصير فلا تنشغل بالهجوم وحرفيَّة الطقوس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. أدخل برقه وبعذوبة وبحنان للجلوس مع الرب الغافر الماحي لكل الأوزار، وسوف تقول له يا سيد أري أنك نبي (يو 4: 19) لقد نطقت المرأة بالماء الحي، وكأنها سمعت صوتًا داخلها يقول لها: تعالي واقتربي مني، إلي الآب لقد صعدت قليلًا قليلًا: ظنت أنه يهودي منحرف عن شريعته، ثم ظنت وصدقت أنه يوجد ماء أخر حي يبطل العطش ثم ارتفعت بإيمانها إلي أسرار أعظم وبالهدوء رأته نبيًا، ثم أنفتح قلبها على المسيا.. أجلس معه في وقت أطول بهدوء فسيكون لك كما تريد.. 6 – أنا عطشان إلي قلب مفتوح وسيكون لك كما تريد: هذا القلب المفتوح انفتح إلي كل الناس، وقالت: تعالوا أنظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت ألعل هذا هو المسيح (يو 4: 29) لم يوضح المسيح نفسه لليهود (يو 10: 24) أمَّا لهذه المرأة التي سمعت ببساطه بحوار أمنت فيه، وبقلب مفتوح بدون سخرية، وبضمير عادل أكثر من اليهود دعت آخرين وقالت: تعالوا أنظروا المسيح بإيمان وانضباط في وقت قصير كان لها ما لم يخطر على قلبها وما كان ينبض به في أعماقها وأكثر مما فكر به عقلها. لأن الله يطالب هؤلاء الذين يسجدون له بالروح والحق (يو 4: 23، 24). " والآن يا إسرائيل ما الذي يطلبه منك الرب إلا أن تسلك في جميع طرقه وتحبه وتعبده وتلتصق به وتحذر من الشبع، لئلا تسقط وأن تجعل وصاياه في قلبك وفي نفسك وعلامة على يدك وأمام عينيك وتُعلمها لأولادك، وتكتبها على قوائم بيتك وعلي أبوابك" (تث 10: 12، تث 11: 18 - 20). وسوف يكشف لك الرب ويقول لك: أنا هو. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|