رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسف الرجل الناجح «وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا» ( تكوين 39: 2 ) في بيت فوطيفار أعطى الله يوسف نعمة في عيني سيده، فوكَّله على بيته، ودفع إلى يَدهِ كل ما كان له. وفي بيت السجن بسطَ إليه لُطفًا وجعل نعمةً في عيني رئيس السجن، فدفع إليه جميع الأسرى، وكل ما كانوا يعملون هناك كان هو العامل. وإن كان يوسف فقدَ الأب والإخوة والحرية، فإنَّ الرب كان معه وشجعَهُ. كانت هذه أعمال العناية الإلهية مع يوسف، وقد ملأت نفسه المنكوبة بالسلام، وكانت له بمثابة التوازن الخفي الحقيقي الذي صنعه الله، لكيلا ترجح كفة الآلام. لذلك لم يتسرَّب إليه شيء من التذمر أو اليأس أو الإحباط أو القنوط. يُعتبر يوسف من أبرز الشخصيات الناجحة في كلمة الله، وهو يقف على رأس الناجحين عبر كل التاريخ المقدس. صحيح قيل عن دانيآل: «فَنَجَحَ دَانِيآلُ هذَا فِي مُلْكِ دَارِيُّوسَ وَفِي مُلْكِ كُورَشَ الْفَارِسِيِّ» ( دا 6: 28 ). إلا إن نجاح يوسف له وضع خاص من الجهة الرمزية. ففي بيت فوطيفار قيل عنه: «وَرَأَى سَيِّدُهُ أَنَّ الرَّبَّ مَعَهُ، وَأَنَّ كُلَّ مَا يَصْنَعُ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ بِيَدِهِ» ( تك 39: 3 ). وفي بيت السجن قيل عنه أيضًا: «وَلَمْ يَكُنْ رَئِيسُ بَيْتِ السِّجْنِ يَنْظُرُ شَيْئًا الْبَتَّةَ مِمَّا فِي يَدِهِ، لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ، وَمَهْمَا صَنَعَ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ» ( تك 39: 23 ). وحين وقف أمام فرعون قال عنه: «هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هذَا رَجُلاً فِيهِ رُوحُ اللهِ؟ ... لَيْسَ بَصِيرٌ وَحَكِيمٌ مِثْلَكَ. أَنْتَ تَكُونُ عَلَى بَيْتِي» ( تك 41: 38 -40). في هذه كلها كان يوسف رمزًا جميلاً لذلك الشخص الفريد الذي قيل عنه: «كُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ» ( مز 1: 3 ). ومن أسباب النجاح في حياة يوسف؛ الطاعة، والأمانة، والثقة في الله. في بيت أبيه كان طائعًا، وفي بيت فوطيفار كان أمينًا، وفي بيت السجن كان واثقًا. على أن الطاعة تُعتبَر أعظم الصفات وأثبتها، وهي بحق مفتاح النجاح في كل جيل وعصر. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|