لكن الله لا يقتصـر في نعمته على تكريم الإيمان، بل أيضًا يوبخ مخاوفنا. هو يسمو فوق عدم ثقتنا، ويُسكِت كل مجادلاتنا الغبية. ولهذا ففي معاملاته مع عبده المختار جدعون يُظهِر كأنه لم يسمع الكلمات «إِذَا»، و«لِمَاذَا؟»، ويمضـي في كشف أفكاره، وفي ملء نفس عبده بثقة وشجاعة يمكن أن ترفعه فوق كل التأثيرات المذلة التي كان مُحاطًا بها «فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الرَّبُّ وَقَالَ: اذْهَبْ بِقُّوَتِكَ هَذِهِ وَخَلِّصْ إِسْرَائِيلَ ... أَمَا أَرْسَلْتُكَ؟» (ع 14).