رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استفانوس والنظر إلى المسيح الممجد وأما هو فشَخَص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس، فرأى مجد الله، ويسوع قائمًا عن يمين الله ( أع 7: 55 ، 56) توجد حقيقتان تمتاز بهما المسيحية، وهما: أولاً: وجود إنسان ممجد في السماء، وثانيًا: سُكنى الله في الإنسان على الأرض. ولا شك أنهما حقيقتان خطيرتان مجيدتان خاصتان بالمسيحية دون سواها، ولم تُعرفا إلا بعد إتمام عمل الفداء وتبوء الفادي مكانه عن يمين عرش العظمة في السماوات. وحينئذ شُوهد ولأول مرة إنسان على عرش الله. ويا له من منظر عجيب ونتيجة باهرة لعمل الفداء الكامل! فقد ظهر العدو في موقف الظافر المنتصر عندما طُرد الإنسان الأول من الجنة. ولكن هوذا الإنسان الثاني قد دخل السماء غالبًا وجلس على عرش الله الأزلي. هذه الحقيقة العُظمى تقابلها حقيقة سُكنى الله «الروح القدس» في الإنسان على الأرض. وهما أمران لم يكونا معلومين في أزمنة العهد القديم. إذ ماذا كان يعرف إبراهيم أو غيره من مشاهير القدماء، عن الإنسان الممجد في السماء؟ لا شيء. وكيف يتسنى لهم ذلك ولم يكن الرب يسوع قد جلس هناك بعد. ولم يسكن الروح القدس في الإنسان على الأرض إلا بعد أن تمجد المسيح في السماء. من يوحنا7: 39 حيث يقول: «لأن الروح القدس لم يكن قد أعُطيَ بعد، لأن يسوع لم يكن قد مُجِّد بعد» نرى اقتران هاتين الحقيقتين السالف ذكرهما اقترانًا واضحًا وحقيقيًا. فتمجيد المسيح في الأعالي، وسُكنى الروح القدس في الإنسان على الأرض، أمران لا ينفصلان عن بعضهما، يتوقف ثانيهما على أولهما، وركنان عظيمان تمتاز بهما المسيحية المجيدة المُعلنة في إنجيل الله. «وأما هو فشَخَص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس، فرأى مجد الله، ويسوع قائمًا عن يمين الله. فقال: ها أنا أنظر السماوات مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله». وهنا نشاهد ظهور هاتين الحقيقتين الساميتين في إنسان تحت الآلام مثلنا؛ أعني به استفانوس، فقد كان ممتلئًا من الروح القدس وشاخصًا إلى الإنسان الممجد في السماء. هذه هي المسيحية بمعناها الصحيح، وتلك هي صورة المسيحي الحقيقي الأصلية. شخص ممتلئ من الروح القدس ناظر بالإيمان إلى السماء، ومشغول بالمسيح الممجد هناك. ولا ينبغي أن نرضى بمقياس دون هذا. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لقد نزل الروح القدس ليعلن أن المسيح هو الرأس الممجد في الأعالي |
مزمور 22- المسيح الممجد |
استفانوس ومفارقات مع المسيح |
يسوع المسيح يتحاور مع الملحد |
جدد عهدك مع المسيح لتكون ابنه المليح |