من مظاهر الأحتفال برأس السنة (أو أكليل السنة) كما يُسمى فى اللغة المصرية أو المعروف حالياً بعيد النيروز – أن الملك أو من ينوب عنه كان يتصدر هذه الأحتفالات، ليس فقط لأنه كان عيداً قومياً أصيلاً يشترك فيه الجميع، ولكن أيضاً لأن كهنة مصر القديمة قد ألبسوه حُلة دينية بتأليههم «توت»، ثم بتأليه النيل الذى يفيض على مصر بالخيرات والوجود بالأضافة إلى أنه هيأ للمدنية أن تظهر لأول مرة على وجه الأرض. لذلك شيدوا معابد خاصة لهذا الأحتفال، ومن أشهر هذه المعابد التى مازالت باقية حتى الآن كوثيقة تاريخية تشهد بروعة هذا الأحتفال معبد «دندرة» الذى شرع فى إقامته بطليموس الثالث عشر (47 – 43 ق.م.) ليتقرب إلى المصريين، وتم بناؤه فى عهد طيباريوس قيصر (14 – 37م)، ويحتوى بداخله على 12 عموداً ضخماً يمثل كل عمود فيها شهراً من أشهر السنة. وفى عام 1822م نُقل من هذا المعبد إلى باريس الحجر الشهير الفريد المنقوش عليه الأبراج الفلكية والذى تم إيداعه وقتها بالمكتبة الأهلية هناك.