|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
(رد على عقائد الكاثوليك والبروتستانت الخاطئة عن أمنا السيدة العذراء مريم) الكنيسة الأرثوكسية تأخذ موقفا ً متوسطا ً بين نقيضين من البروتستانية و الكاثوليكية، فكيف ذلك؟ الكاثوليك يؤمنون بالكهنوت، لكن يؤمنون فيه بعصمة الباباوات، وعصمة الباباوات أتعبت البروتستانت كثيراً من قراراتهم غير المقبولة، فأصبحوا لا يؤمنون بالكهنوت البشرى إطلاقا ً، فيقول البروتستانت: (لا يوجد سوى كاهن واحد فى السماء وعلى الأرض هو يسوع المسيح) لذلك إن سمعتم فى الكنيسة الإنجيلية فى مصر كلمة (القس فلان) يقصد بها أنه راعى الكنيسة وليس كاهناً لو سألت أى واحد ممن له لقب (قس) هل أنت كاهن؟ يجيب لا. الكنيسة الأرثوذكسية تؤمن بالكهنوت فى جميع درجاتها ولكن لا تؤمن بعصمة الباباوات، لا عصمة إلا لله وحده. الكنيسة الكاثوليكية تركز كثيرا ً على الأعمال، لذلك المطهر عندهم الدخول فيه خاص بالأعمال، الذى أعماله خاطئة يدخل المطهر إلى أن يتطهر من هذه الأعمال، وهكذا أيضا ً الغفرانات بالأعمال، مثلا الذى يصلى (أبانا الذى......) كذا مرة تتم المغفرة له كذا يوم! والذى يزور المعبد الفلانى أو الكنيسة الفلانية تغفر له كذا سنة...... الخ، أنا كاتب هذه الأشياء بالتفصيل فى كتاب المطهر، يمكن الرجوع إليه. البروتستانت من الجهة الأخرى يركزون على الإيمان فقط والأعمال ليس لها قيمة. الأرثوذكسية تقول إيمان وأعمال. الكاثوليك يؤمنون طبعا بالإنجيل، وبالتقاليد، وقرارات الباباوات، وقرارات المجامع المسكونة (عندهم 20 مجمع مسكونى) نحن نؤمن بثلاثة هم يؤمنون ب 20 مجمع مسكونى. البروتستانت لا يؤمنون إلا بالإنجيل فقط، لا دخل لنا بالتقاليد ولا بالمجامع ولا قرارات الباباوات. الكنيسة الأرثوذكسية تؤمن بالإنجيل والتقاليد معا ً. الكاثوليك يؤمنون بالصلاة على الموتى ويؤمنون بإمكانية إخراجهم من المطهر البروتستانت يقولون لا صلاة على الموتى أبدا ً، إن مات شخص بروتستانتى ورأيتم الصلاة هناك، لا يقصد بالصلاة أن يطلبوا الرحمة له، كلمة (ارحم يارب فلان) لا توجد عندهم أبدا ً أو كلمة (نيح نفسه) هم يعتقدون أن الصلاة عظة للموجودين بالنسبة للموت وفناء الحياة وأن الحاضرين يتعظون بها، لكن الموتى لا ينتفعون بشىء. الكنيسة الأرثوذكسية تؤمن بالصلاة على الموتى، لكن لا دخل لنا بالمطهر وإخرجهم منه. الكاثوليك يؤمنون بالقديسين ويقيمون لهم تماثيل وأعياد، البروتستانت يقولون: (كلنا قديسين) وهناك مساواة لو قلت لهم عن (مار جرجس) يردون: (هل مار جرجس واسطة بيننا وبين ربنا؟) أنا بينى وبين ربنا خط مباشر، وطبعا لا يؤمنون بالشفاعات نتيجة مغالاة الكاثوليك فى موضوع الشفاعات. الكاثوليك يبالغون كثيرا ً فى إكرام السيدة العذراء مريم، البروتستانت لا يؤمنون بشفاعة العذراء مريم أو غيرها، ويقولون أن العذراء مريم هى أختنا، ونحن نقول أنها أمنا، لدرجة أنى قلت مرة لواحد من هؤلاء البرتستانت: (إذا كانت العذراء أختك تكون أنت خال المسيح) وهم لا يفكرون فى نتائج هذا الكلام، لهذا أنا سأكلمك اليوم عن موضوع واحد عن الكاثوليك وهو: العذراء عند الكاثوليك قبل أن أتكلم عن أخطاء الكاثوليك فى الأرتفاع بمستوى السيدة العذراء، أحب أن أقول أن كنيستنا الأرثوذكسية تكرم السيدة العذراء كل الإكرام، بل أنها تجعل مركز السيدة العذراء فوق مركز الملائكة ورؤساء الملائكة وفى التسابيح والهيتنينات نذكر شفاعة العذراء قبل الملائكة والقديسين، والعذراء لها مركزها الكبير فى تسابيح الكنائس وألحانها وبخاصة فى شهر كيهك، ونحن نطلب شفاعة العذراء فى كل صلاة من صلواتنا حتى صلوات الأجبية، ونحتفل بأعياد كثيرة للسيدة العذراء، وهناك قديسون كثيرون بيوم نياحتهم أو استشهادهم، أما العذراء فلها عدد من الأعياد. أيضا ً نعتبر أن العذراء هى أمنا وسيدتنا، وكثير من الكنائس على اسمها، ولكن لا نبالغ فى إكرام العذراء بالطريقة الخاطئة التى وصل إليها الفكر الكاثوليكى فما هى هذه الأخطاء؟ مسألة الحبل بالعذراء بلا دنس، وأنها لم ترث الخطية الأصلية إطلاقا ً، وأنها معصومة أيضا ً من كل الخطايا الفعلية، وأنها سيدة المطهر تخرج منه ما تشاء، وتخفف عقوبة من تشاء، وأنها اشتركت فى عملية الفداء، وأنها مصدر لكل نعمة تأتى للبشر، وأنها صعدت إلى السماء جسدا ً وروحا ً. كل هذه النقاط سندرسها بالتفصيل. موضوع الحبل بلا دنس، عقيدة أعلنها البابا بيوس سنة 1857، أى أنها عقيدة جديدة، ليست من عقائد العصور الأولى ولا الآباء الأول، ولا المجامع الأولى، فيقول أنها حفظت من دنس الخطية الأصلية فلم ترثها بصفة استثنائية أى أن جميع البشر ورثوا الخطية الأصلية ما عدا السيدة العذراء (فى عقيدة الكاثوليك) بطريقة استثنائية. وهنا إذا كانت السيدة العذراء قد خلصت من الخطية الأصلية، فما معنى الخلاص بالدم؟ ما موقف العقيدة الكاثوليكية من قول الكتاب المقدس: (بدون سفك دم لا تحصل مغفرة) وماذا عن قول القديس بطرس الرسول نفسه، حينما يقول عن السيد المسيح (ليس بأحد غيرة الخلاص) فهى كيف خلصت إذاً؟ وإن كانت قد وُلدت بدون الخطية الأصلية، لماذا قالت لأليصابات: (تبتهج روحى بالله مخلصى)؟ يخلصها من ماذا؟ مادام لا يوجد خطية فعلية أو خطية أصلية؟ وإن كان ممكنا ً أن الله يخلص العذراء بطريقة غير الفداء وغير الصلب وغير الدم لماذا لم يستخدم هذه الطريقة مع باقى البشر؟ لماذا الاحتياج للتجسد والفداء والصلب والموت؟ فإذا كان استطاع أن يخلص العذراء بطريقة استثنائية كان يمكن أن يخلص البشر بنفس الطريقة. ثم ما معنى الاستثناء فى موضوعات الخلاص؟ فى (رو 5) يقول الرسول أنه بخطية واحدة دخل الموت إلى جميع العالم وأصبح الجميع تحت حكم الموت، لا يوجد استثناء فى هذا الكلام. هم يحاولون أن يعتمدوا على بعض الآيات والعبارات فى الكتاب المقدس، وهذه الآيات إن فحصناها لا نجد إطلاقا ً علاقة بالخلاص من الخطية الأصلية، أو من الخلاص عموما ً، مثلا: (نسل المرأة يسحق رأس الحية) هى عن المسيح وليست عن العذراء، يقولون: (واحد) لكن فى اللاهوتيات كلمة (واحد) لا تأتى بسهولة، كل كلمة لها معناها، (نسل المرأة الذى هو المسيح) يسحق رأس الحية يقولون أن الملاك قال لها: (السلام لك أيتها الممتلئة نعمة) وما دام ممتلئة نعمة إذا ً لا يوجد فيها خطية، ونحن نقول أن الامتلاء بالنعمة قيل عن ناس كثيرين قيل عن الامتلاء بالروح القدس (طبعا الانتماء بالروح القدس هو الامتلاء بالنعمة) عن أليصابات لما سمعت سلام مريم امتلأت بالروح القدس، وجنينها أيضا ً امتلأ بالروح القدس وهو فى بطن أمه وارتكض بابتهاج فى بطنها. والمؤمنون امتلأوا من الروح القدس، حتى الشمامسة قيل فى اختيارهم: (اختاروا أنتم أيها الرجال الأخوة سبعة رجال مملوئين من الروح القدس والحكمة) هل معناها الخلاص؟ الامتلاء بالنعمة يعطى بركة معينة لكن لا يعطى خلاصا ً، والخلاص لا يتم إلا بدم المسيح. يقولون أنه قيل عنها (مباركة أنت فى النساء) فهل كلمة مباركة أنت فى النساء تدل على الخلاص؟ وكلمة (مبارك) منحت لكثيرين، فى (تث 28) كلام كثير جدا ً عن البركة: (تكون مباركا ً فى دخولك وفى خروجك، وفى البيت وفى الحقل....) إبراهيم قيل له: (وتكون بركة) فى (تك 12) فكل هذه آيات لا تدل على شىء من جهة أن مريم حبل بها بلا دنس. من جهة عمل الروح القدس فيها، كان عمل الروح القدس فيها هو تطهيرها من الخطية أثناء فترة الحبل المقدس فقط، لكى لا يرث المولود منها الخطية الأصلية، ولذلك لتكملة موضوع الحبل بلا دنس، راهب فرنسيسكانى اسمه (سكوت) أدخل عقيدة الفداء بالوقاية، أنها نالت الفداء ليس بالدم ولكن بالوقاية من الخطية، ولو أن رأيه لم يؤمن به كل الكاثوليك، الدومينيكان لم يعجبه هذا الكلام. المهم أن الكاثوليك عندهم عيد اسمه عيد الحبل بمريم، البابا سيكستوس قال إن عيد الحبل بمريم هو أغلى الأعياد بالغفرانات، أين أن الذى يحضر هذا العيد يتم غفران خطايا أكثر من أى عيد آخر، هل حضور العيد يأتى بغفرانات؟ كلام ليس له معنى لاهوتى. نحن نعرف أنه لا يمكن أن تحدث مغفرة إلا بالتوبة، طبعا ً مغفرة الخطايا الموروثة بالمعمودية، لكن مغفرة الخطايا الفعلية بالتوبة، والسيد المسيح يقول فى (لو 13: 3، 5) (إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون)، فما معنى أن واحد يحضر عيدا ً معينا ً فيتم غفرانه؟ الغفرانات لا تأتى بزيارة المواضع المقدسة إنما تأتى بالتوبة وتنقية القلب. كان يقال قديما ً (ما من أحد يقدر على الخطية الأصلية إلا المسيح) ولكن البابا بيوس الخامس قال هذا الكلام خطأ، فالعذراء والمسيح فى مستوى واحد من هذه الجهة، هما الاثنين معصومان، إلى أن جاء البابا بيوس التاسع سنة 1854 وقال أن العذراء منزهة عن الخطية الأصلية باستثناء. هم أعطوا عصمة للعذراء عن الخطية الأصلية ومن أى خطية فعلية وأعلن ذلك البابا بيوس 12 وقال لأنها ممتلئة نعمة. ثانى نقطة: سيدة المطهر فيقولون أن العذراء لها سلطة أنها تخفف آلام من فى المطهر أو تقصر مدة بقائهم فى المطهر وهنا تكون الشفاعة توسلية إنما شفاعة خاصة بمغفرة الخطية وهذا شىء صعب. يقولون أن العذراء شريكة فى الفداء، طبعا ً الفداء قام به السيد المسيح وحده وهو الذى قام بعملية الفداء كله، لكن هم يقولون أن العذراء اشتركت فيه، وهذا الذى يجعل البروتستانت يتعبون جدا ً، وممكن آية مثل: (لا يوجد وسيط بين الله والناس) فنحن نقول أن شفاعة القديسين هى شفاعة توسلية، صلاة من أجلنا، لكن فى الفداء لا يوجد سوى وسيط واحد، لكن الكاثوليك قالوا حتى فى الفداء العذراء تدخل كوسيط. قالوا أنها وسيطة فى الفداء بولادتها للمسيح المخلص مصدر الفداء ونحن نقول: هى صحيح أم المخلص لكنها ليست مخلصة، هى ولدت الذى خلص العالم لكن هى نفسها لم تشترك فى خلاص العالم، وولادتها للمخلص كان تدبير من الله نفسه، هو الذى قال أن الروح القدس يحل عليك...... الخ، لكن ليس لها دخل فى موضوع الخلاص. يقولون أنها قدمت ابنها على الصليب، وبذلت امومتها فى هذا؟ من الذى قدم ابنه على الصليب هل الآب كما ورد فى (يو 3: 16) (هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد) أم الابن نفسه هو الذى قدم نفسه للصليب كما ورد فى (يو 10) (لى نفس لا يأخذها أحد منى أنا أعطيها من ذاتى ولى سلطان أن آخذها بذاتى) المسيح قدم نفسه، العذراء لها فى التجسد ولكن ليس فى الفداء هى لما قالت (ليكن لى كقولك) كان عن التجسد لكن من جهة الفداء لم يكن لها دخل فيه، ولا نقول أنها اشتركت فى الفداء، وبذلت أمومتها، نحن نقول فى الصلاة: (أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص، أما أحشائى فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك يا ابنى وإلهى) كل هذا لا يدل على شىء. ومن الأشياء الصعبة التى يقولونها أنهم يقولون أن العذراء مصدر كل نعمة تأتى إلى البشر، يقولون أنه منذ انتقال مريم إلى السماء ما من نعمة تأتى إلى البشر إلا بشفاعتها. هل لا يوجد نعمة تأتى من ربنا من رحمته وحنانه بدون شفاعة أحد؟ هم يقولون أنه كله بها، هل لا يوجد شفاعة قديسين آخرين؟ هل شفاعة العذراء غطت على جميع القديسين الآخرين؟ يقولون أنها أعطيت أن توزع نعمة المسيح الخلاصية على البشر. نقول النعمة العادية معقولة، لكن النعمة الخلاصية؟ النعمة الخلاصية ننالها عن طريق المعمودية وعن طريق الكهنوت، لكن هم يقولون لا يمكن أن توجد نعمة خلاصية إلا عن طريق مريم! ماذا عن عمل الروح القدس الذى قال عنه السيد المسيح فى (يو 16) (يأخذ مما لى ويخبركم)؟ يقولون أنه بعد أن دخلت إلى المجد السماوي تشارك فى توزيع نعم الفداء بشفاعتها الوالدية! فقال البابا لاون 13 (نعمة المسيح الخلاصية بتدبير من الله لا تعطى لأحد بدون شفاعة مريم الكاملة بحيث لا توزع نعمة البشر على الناس إلا بتدخل منها) كلام غير مقبول لا عقليا ً ولا لاهوتيا ً ولا منطقيا ً ولا هو مستند على أية آية من الكتاب المقدس، نقول لهم اثبتوا هذا من الكتاب فلا يستطيعون. يقولون أنه كما أنه لا يستطيع أحد أن يتقرب إلى الآب إلا عن طريق الابن كذلك لا يستطيع أحد أن يتقرب إلى الابن إلا عن طريق أمه! والبابا بنتدكتوس ال 15 يقول أن كل النعم التى شاء صانع كل خير أن يوزعها على أبناء آدم المساكين إنما يوزعها بتدبير من العناية الإلهية بيد العذراء القديسة والبابا بيوس 11 يقول: (هو الله أراد أن ننال كل شىء عن طريق مريم) كل هذه الأمور ضد مبدأ الشفاعة وضد الحقائق اللاهوتية، ولا يثبتها شىء من الكناب المقدس، وكان لها رد فعل عنيف عند البروتستانت، فأنكروا كل ما يختص عن العذراء وأنكروا دوام بتولية العذراء، وتزوجت وأنجبت، وقالوا عنها أنها أختنا وقالوا أصعب من ذلك، فشبهوها بقشرة البيضة، التى خرج منها الكتكوت ثم أصبح لا قيمة لها!! هكذا العذراء بعد أن خرج منها المسيح!!! لأن الكلام الذى قاله الكاثوليك كان له رد عند البروتستانت. حتى من جهة صعودها نحن فى الكنيسة الأرثوذكسية، نعيد بعيد نياحة أو وفاة العذراء فى يوم 21 طوبة، وبعيد صعودها يوم 16 مسرى، يوجد زمن بين الاثنين، لكن البابا بيوس 12 عند الكاثوليك قال سنة 1946 أن العذراء انتقلت بالنفس والجسد إلى السماء أنا قلت لكم هذا الكلام ومن له أذنان للسمع فليسمع. * الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تكرم السيدة العذراء الإكرام اللائق بها دون مبالغة أو إقلال من شأنها. فهي القديسة المكرمة والدة الإله المطوَّبة من السمائيين والأرضيين, دائمة البتولية العذراء كل حين, الشفيعة المؤتمنة والمعينة, السماء الثانية الجسدانية أم النور الحقيقي التي ولدت مخلص العالم ربنا يسوع المسيح. * مريم العذراء هي الإنسانة الوحيدة التي أنتظر الله آلاف السنين حتى وجدها ورآها مستحقة لهذا الشرف العظيم "التجسد الإلهي" الشرف الذي شرحه الملاك جبرائيل بقوله "الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضًا القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله" (لو35:1). لهذا قال عنها الكتاب المقدس "بنات كثيرات عملن فضلًا أما أنت ففقتِ عليهن جميعًا " (أم29:31) * هذه العذراء كانت القديسة كانت في فكر الله وفي تدبيره منذ البدء ففي الخلاص الذي وعد به آدم وحواء قال لهما "أن نسل المرأة يسحق رأس الحية" (تك15:3) هذه المرأة هي العذراء ونسلها هو المسيح الذي سحق رأس الحية على الصليب. * أولًا: العذراء في العقيدة الكاثوليكية: * عبادة مريم Veneration: * يؤمن الكاثوليك أن عبادة مريم هي أعظم وسيلة لحفظ البر والقداسة، وأنه يجب تقديم العبادة لمريم مثل تقديم العبادة للقربان المقدس (الافخارستيا). والمقصود بالطبع بكلمة العبادة هنا ليست هي العبادة مثل الله -حاشا- ولكنه المبالغة في التكريم والتبجيل والتقدير وإضفاء أمورًا زائدة على الواقع.. فهناك فرقًا بين كلمة adoration أي العبادة والتوقير والافتنان، وبين كلمة worship أي العبادة التي هي لله وحده عز وجل. فلا يوجد ما يظنه الأخوة المسلمون ما يُطلق عليه "تأليه العذراء مريم"! والسبب في سوء الفهم الإسلامي هو قول القرآن: "وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ (سورة المائدة 116).. فلا تأخذ معلوماتك عن المسيحية من القرآن بالطبع، بنفس الحال الذي لا تأخذ معلوماتك عن القرآن من الإنجيل أو من "الكتاب الأقدس" البهائي وخلافه.. هذه الإضافة للمقال هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت بهدف التوضيح، بسبب سوء فهم البعض لبعض المصطلحات الدينية، وإسقاطها على مفهوم مخالف.. * وجزء من عبادة مريم هو أن تعطى لمريم كنزك الروحي من ثواب ونعم وفضائل وكفارة فيما يعرف بزوائد فضائل القديسين - (العقيدة الكاثوليكية تؤمن أن لكل إنسان فضائل أو غفرانات يأخذها عن طريق التأديبات الكنسية أو بصلوات يتلوها فيتحول لديه رصيد من البر ويصير عنده فائض يستطيع أن يتصدق بهذا الفائض إلى إحدى النفوس المعذبة بالمطهر لينقذها من الاستمرار فيه, وعندما نهب زوائدنا للعذراء تصبح ملكا لها تمنحها للنفوس المعذبة بالمطهر لتخفيف آلامها أو لأحد الخطاة لردة إلى النعمة). * الحبل بلا دنس: * في يوم 8 ديسمبر من كل عام يحتفل الكاثوليك بعيد الحبل بالعذراء بلا دنس الخطية الأصلية، وهذا معناه أنه منذ اللحظة الأولى في تكوينها في أحشاء أمها قد وجدت طاهرة نقية خالية من عار الخطية الجدية (خطية آدم) وذلك ليس من ذات طبعها ولكن بإنعام خاص ويعتمدون على الآية "قدس العلى مسكنه" (مز 45: 5) أي مستودع العذراء لتصبح أهلًا لسكنى الله وكان إظهار هذه العقيدة سنة 1854 م. * الرد: * نحن نعلم أن هناك طريق واحد للخلاص وهو دم المسيح "بدون سفك دم لا تحدث مغفرة" (عب 9: 22) وهذا المفهوم كان حتى موجود في العهد القديم في ذبائح الكفارة فكيف خلصت العذراء قبل سفك الدم وولدت طاهرة من الخطية الأصلية؟! * إذا كان ممكنا أن يخلص إنسان كالعذراء من الخطية الأصلية بدون تجسد الرب وصلبه وموته وقيامته، فلماذا لم يخلص الله البشر كلهم بهذه الطريقة؟ ما حاجته أن يخلى الله ذاته ويأخذ شكل العبد وان يصلب ويموت؟! * هناك الكثير من الآيات الدالة على كفارة المسيح وغفرانه لخطايانا بالصليب: * "متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه" (رو 3: 24). * "إن اخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار هو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضًا" (1 يو 2: 1-2). * "فمن ثم يقدر أن يخلص أيضًا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله". (عب 7: 25). * "ليس بأحد غيره الخلاص" (أع 4: 13). * ثم إذا كانت العذراء قد خلصت من الخطية الأصلية لماذا قالت "تبتهج روحي بالله مخلصي" (لو 1: 47). فهناك حبل بلا دنس وقت الحبل فقط.. بعد الحلول الأقنومي على السيدة العذراء مريم في فترة الحبل فقط. * عصمة مريم: * يؤمن أخوتنا الكاثوليك كذلك بان مريم كانت ثابتة في الصلاح والبر من وقت أن حبل بها وان الله منحها العصمة طوال حياتها وهذه هي الفضيلة التي انفردت بها العذراء عن سائر القديسين، ويقول البابا بيوس التاسع أن العذراء مريم كانت منذ أول دقيقة من الحبل بها معصومة من الخطيئة وذلك بإنعام إلهي خاص. * الرد: * إن العذراء مريم كانت هيكلًا للإله ولم تكن إلهًا. العذراء مريم هي قديسة الأجيال وكل الدهور ولكن ليس قداستها معناها إنها كانت معصومة من الخطأ. فليس هناك امرأة في الأرض قبلها أو بعدها تساويها في القداسة ليس عن عصمة وإنما عن قداسة مصدرها حلول الروح القدس عليها والنعمة التي حلت عليها والتي أعطتها قوة تفوق الوصف لأنها تحمل قدوس الله. * ولو كان قداسة العذراء عن عصمة كان يمكن أن ينال هذا الأنعام أي من القديسات اللائي سبقنها في الزمن والتاريخ. * هذا تقليل من قيمة العذراء إذ نرجع الفضل في قداستها لله الذي انعم عليها بالعصمة من الخطية وليس لجهادها في طريق القداسة. * مريم والغفرانات: * الغفرانات هي منح يمنحها الباباوات لِمَنْ يتلو تلاوات خاصة أو يزور أماكن معينة في أوقات معينة والعذراء قد نالت من هذه الأنواع الثلاث كثيرًا. * غفرانات لأوقات معينة: بالنسبة للعذراء مريم شهر مايو يعتبره الكاثوليك الشهر المريمي وقد صادق عليه البابا بيوس السابع وحتى يشجع المؤمنين على ممارسته منح غفران 300 يوم عن كل يوم يحضره المسيحي أو يحتفل به في أي مكان وغفرانا كاملا لكل الذين يحتفلون بالشهر كله. * وبالمثل شهر مارس هو شهر القديس يوسف الصديق خطيب مريم العذراء. * غفرانات لصلوات معينة: غفران 300 يوم لكل من يقول يا يسوع ومريم – غفران 7 سنين و7 أربعينات لكل من يقول يا يسوع ومريم ومار يوسف. * غفرانات لاماكن معينة: مثال الذين يزورون أي كنيسة أو مكان لعبادة العذراء مريم يوم 8 ديسمبر أو أيام أعياد ميلاد العذراء وبشارتها ودخولها إلى الهيكل وانتقالها إلى السماء. * الرد: * شرط الغفران هو التوبة. * "فتوبوا وارجعوا تمحى خطاياكم" (اع 3: 19). * "فإذا رجع الشرير عن جميع الخطايا التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقًا وعدلًا فحياة يحيا لا يموت كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه, في بره الذي عمل يحيا" (حزقيال 18: 21-22). * "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو 13: 3). * "ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه" (أش 55: 7). * صلاة الفريسي كانت أطول من صلاة العشار ومع ذلك خرج العشار مبررًا فالعلاقة بيننا وبين الله -كالصلاة- ليست تلاوة فالكتبة كانوا يطيلون الصلوات وانتقدهم الرب في ذلك، المهم هو نوع الصلاة والكلام الذي أقوله فيمكن أن أقول كلمة واحدة وأنال بها الفردوس مثل اللص اليمين أو العشار. المهم هو الانسحاق والخشوع والفهم أما أن تكون التلاوات محددة بأرقام وأيام للمغفرة فهذا الكلام ليس له أي سند. * بأي حق وعلى أي أساس كان الباباوات يعطون هذه الغفرانات هذا 300 يوم وهذا 30 سنة وهذا 7 سنين هذا الكلام ليس له أي سند في الكتاب المقدس أو تعاليم وأقوال الرسل!! * العذراء سيدة المطهر: * إن كنا نؤمن بالكنيسة المجاهدة على الأرض والكنيسة المنتصرة في السماء فهناك عند الكاثوليك كنيسة أخرى هي الكنيسة المتألمة في المطهر، ويؤمنون أن العذراء مريم تستطيع أن تساعد وتسعف أبنائها في المطهر بان تنتشلهم منه أو تخفف عنهم وطأة العذاب وهي تستطيع أن تستعمل سلطانها وسلطتها في الكنيسة المنتصرة أو المجاهدة أو المتألمة حيث يمتد سلطانها إلى حيث يصل سلطان ابنها ويؤمنون أن العذراء تظهر للأنفس التي في المطهر لتعينها على العذاب وان المطهر قد يفرع في أعياد العذراء المجيدة مثال السجون التي يطلق المساجين منها في الأعياد وعند العفو الملكي. * أيضًا عندما تمنح زوائد فضائلنا العذراء فهي تنقلها للأنفس المعذبة في المطهر لتخفيف مدتها. * (بين عقيدة زوائد فضائل القديسين والغفرانات: هناك ارتباط بين هاتين العقيدتين, بمعنى أنه قد يتحصل إنسان ما على غفران 50 سنة ويموت بعد 30 سنة فيكون لديه فائض غفران 20 سنة كرصيد يمكن أن يتصدق به على غيره من الأحياء أو الأموات في المطهر أو يهبه للعذراء لتوزيعه على من تشاء من الخطاة!!) * الرد أصلا على موضوع المطهر طويل ولكن نذكر بعض النقاط: * هل دم المسيح غير كاف للخلاص؟! إن كان غير كافٍ فباطل هو إيماننا أما إذا كان كافيًا فما لزوم المطهر. * هل هناك خطايا يغفرها دم المسيح وخطايا أخرى يغفرها العذاب في المطهر؟! * في كل قصص الغفران في الكتاب المقدس يكون غفران الله كاملًا لا تجزئة فيه... إن الذين كان على الواحد منهما خمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون يقول الكتاب إن الله... إذا لم يكن لهما ما يوفيانه سامحهما جميعًا (لو 42:7) فالخطية التي للموت (مثال 500 دينار) والخطية العَرَضّية (مثال 50 دينار) سامحهم كلهم. * (توضيح: يؤمن الكاثوليك فيما يخص عقيدة المطهر أن هناك نوعان من الخطايا كقول الكتاب هناك خطايا للموت وخطايا ليست للموت فالخطايا التي للموت يغفرها دم المسيح, أما الخطايا التي ليست للموت -العَرَضّية- فيذهب الإنسان إلى المطهر ليدفع عنها الحساب, ولكن الواضح في هذا المثل الذي قاله المسيح أن السيد سامح العبدان كليهما وأن العبدان لم يكن لهما ما يوفيانه سواء ال500 أو الـ50 دينار). * اللص اليمين قال له المسيح اليوم تكون معي في الفردوس معناها انه دخل الفردوس في يوم وفاته دون أن يعبر على هذا المسمى المطهر. * ثانيًا: العذراء في العقيدة البروتستانتية: * تشتهر الكنيسة البروتستانتية بكثرة مدارس تفسير الكتاب المقدس إذ أعطى مارتن لوثر الحق لكل مسيحي مؤمن لان يفسر الكتاب المقدس حسبما يرشده روح الله القدوس وذلك ردًا على تسلط الكنيسة الكاثوليكية. * لهذا انتشرت المذاهب البروتستانتية لتعدد أنواع التفاسير. * بالرغم من إنكار البروتستانت لبعض الأمور الخاصة بالعذراء كدوام بتوليتها وشفاعتها إلا أنهم يكرمونها في كتاباتهم وأقوالهم كثيرًا. * تشبيه العذراء بعلبة الجوهرة: * بالرغم من بعض الكلمات الجميلة التي تظهر في بعض الكتب البروتستانتية إلا أننا في عظاتهم نسمعهم يشبهون العذراء بالعلبة التي فيها جوهرة نأخذها ونرمى العلبة أو كالبيضة نقشر القشرة ونأكل البيضة, بل قد تجرأ البعض وقالوا عنها "اختنا". * الرد: * هذا التشبيه خاطئ لاهوتيا لان الجوهرة أو الذهب من خامة والعلبة من خامة أو مادة أخرى كذلك قشرة البيضة مختلفة في مادتها عن البيضة فإذا كانت العذراء علبة للتجسد فهذا معناه أن جسد المسيح ليس مأخوذًا منها بل كان موضوعًا فيها "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس" (عب 2: 14)، أيضًا في قانون الإيمان نقول "تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء، تأنس". * بالرغم من أن العلبة ليست في قيمة الجوهرة ولكن هذا لا يلغى أهميتها في حفظ الجوهرة. * شفاعة العذراء والقديسين: * يظن البروتستانت انه في طلب شفاعة العذراء أو القديسين نعطى عمل المسيح وكرامته لهم ولكن لا بُد أن نفرق بين شفاعة المسيح الكفارية لمغفرة الخطايا وشفاعة القديسين التوسلية وصلواتهم عنا. * زواج العذراء بعد ميلاد المسيح [دوام بتولية العذراء]: * يؤمن البروتستانت أن العذراء مريم عاشت في حالة الزواج مع رجلها بعد ولادة المسيح وأن العذراء مريم كان لها أولاد معتمدين في ذلك على بعض الآيات: * "فأخذ يوسف امرأته ولم يعرفها حتى ولدت أبنها البكر" (مت24:1). * "ما لي ولك يا امرأة.... يا امرأة هوذا أبنك". * ذكر الكتاب المقدس أسماء أربعة أخوة للسيد المسيح في (مت 13: 55-56) و(مر 6: 1-5). أولًا: لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر (مت 1: 24) * لم يعرفها ليس معناها انه عرفها معرفة الأزواج بعد أن ولدت المسيح ولكن لم يعرف كرامتها ومنزلتها وقيمتها إلا بعد أن رآها بدون زواج أمًا. * حتى: لها معنيان في الكتاب المقدس "إلى أن" أو "ولو" وهي في هذه الحالة لا تفيد المعنى (إلى أن) أي أنه بعد هذا عرفها -أي يوسف النجار- وتزوج بها. مثال قال الكتاب المقدس عن ميكال زوجة داود " لم يكن لها ولد حتى ماتت (2صم 6: 23). "فخرج الغراب مترددًا حتى نشفت المياه عن الأرض" (تك 8: 6، 7) وليس معنى هذا أن الغراب رجع إلى الفلم بعد أن نشفت المياه. قول الله ليعقوب "لا أتركك حتى افعل ما كلمتك به" (تك 28: 15) وليس معنى ذلك أن الله ترك يعقوب بعد ذلك. "لا يغفر لكم هذا الإثم حتى تموتوا" (أش 22: 14) ولا يفهم من ذلك أن الله يغفر بعد الموت. * ابنها البكر: لا تعني أن المسيح هو بكر بين أخوة كثيرين ولدتهم العذراء بعد ولادته فالبكر -First Born- هو أول مولود وهو لا يأخذ صفة البكورية لوجود أخوة له والدليل على ذلك قول الرب في سفر الخروج "قدس لي كل بكر فاتح رحم" (خر 13: 2) وتقديسه للرب لم يكن يحدث بعد ولادة ابن آخر.. بل بمجرد ولادته دون انتظار غيره مثال اسحق الذي كان بكر سارة ولم يكن لها غيره. ثانيًا: قول المسيح للعذراء "يا امرأة": ظَنَّ البعض أن هذه الكلمة -يا امرأة- تعنى ما نفهمه نحن من الفرق بين الامرأة والآنسة فكلمة امرأة تعنى سيدة باللغة العبرية وكان هذا هو التعبير المألوف في لغة شعبها. بولس الرسول في (غل 4: 4) يقول "أرسل الله ابنة مولودًا من امرأة" وكلمة امرأة هنا لا تعنى أنها ليست عذراء إذ لا يمكن القول أن مريم لم تكن عذراء وقت ميلاد المسيح، بنفس الأسلوب دعى الكتاب حواء امرأة قبل الخروج من الجنة وقبل أن تعرف آدم زوجها "لأنها من امرئ أُخِذَت" (تك 23:2). فالمرأة عموما سواء عذراء أو متزوجة تسمى امرأة كما أن الأعزب أو المتزوج من الذكور يسمى رجلًا. ثالثًا: أخوة يسوع: في (مت 13: 55 – 56) و(مر 6: 3) يذكر أربعة أخوة ليسوع هم " يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا " فمن يا ترى هم هؤلاء الأخوة المذكورون في الكتاب المقدس؟! 1. في غلاطية (19:1) يقول بولس الرسول "لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب" فيتضح أنه كان من ضمن الرسل واحد أسمه "يعقوب أخا الرب" وبمراجعة المواضع التي وردت فيها أسماء الرسل تجد بينهم اثنان باسم يعقوب، الأول هو يعقوب بن زبدي أخو يوحنا وهو الذي قتله هيرودس الملك (أع2:12) والآخر هو يعقوب بن حلفى وهذا كان له أخ أسمه يهوذا الملقب أيضًا لباوس وتداوس. إذن كان من بين تلاميذ الرب اثنان هما يعقوب بن حلفى ويهوذا أخوه (أع 1: 13)، و(لو 6: 16) فمن هو حلفى هذا وما هي قرابته ليسوع؟؟! 2. في أكثر من موضع يُشار إلى وجود 3 مريمات: العذراء والمجدلية ومريم أم يعقوب ويوسى (مت 56:27), و(مر40:15)، و(لو10:24)، وفي (يو19: 25) ذكر الثلاثة بالتفصيل: أمه والمجدلية ومريم أخت أمه إذن مريم أخت أمه هي زوجة كلوبا وهي أم يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا وبالتالي فهؤلاء إخوته هم أولاد خالته وأيضًا يقال في بعض المصادر أن كلوبا كان أخو يوسف إذن كانوا أيضًا أولاد عمه وكلوبا كان أحد التلميذين اللذين ظهر لهما المسيح في يوم القيامة. ولقد كان القريب عند اليهود يعتبر أخًا كما يلاحظ في الآيات التالية: * قول إبراهيم لأبن أخيه لوط " لا تكن مخاصمة بيني وبينك... لأننا أخوان " (تك 13: 8). * اخبر يعقوب راحيل عندما قابلها بأنه " أخو أبيها وانه ابن رفقة (تك 29: 12). * قول لابان ليعقوب " ألأنك أخي تخدمني مجانا" (تك 29: 15). بعض الملحوظات المنطقية:
بتوليه العذراء دامت حتى بعد ولادة المسيح كما تنبأ حزقيال النبي فقال "قال لي الرب هذا الباب يكون مغلقا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لان الرب اله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا" (حزقيال 44: 2). لذلك تستخدم الكنيسة في صلواتها عبارة "تي بارثينوس إنسيو نيفين" ti par0e-noc `nc3ov niben (و معناها العذراء كل حين) للدلالة على هذه العقيدة. لم يجسر واحد من الملائكة بعد قيامة الرب أن يجلس في القبر في الوسط موضع جسد الرب يسوع وإنما جلس ملاك عند الرأس وآخر عند القدمين وهكذا لا يجسر أي إنسان أن يوضع في بطن العذراء الموضع الذي احتله رب المجد. ثالثًا: العذراء والأريوسية: مجمع نيقية سنة 325: أريوس ابتدع أن الابن مخلوق وانه غير مساو للآب ولذا عندما أنكر لاهوت المسيح أنكر أيضًا أمومة العذراء مريم لله (الثيؤطوكوس qeotokoc) قاومه البابا ألكسندروس والقديس أثناسيوس الرسولي. رابعًا: العذراء والنسطورية: مجمع أفسس سنة 431: ميز نسطور بين الإنسان يسوع المولود من مريم وابن الله الساكن فيه في رأيه كان يوجد شخصان في المسيح: ابن مريم وابن الله اتحدا معا اتحادا معنويًا لا-أقنوميًا. واستنتج من ذلك أن السيدة العذراء هي أم للطبيعة الناسوتية وهي ليست والدة الإله وإنما كانت مستودع لله وإنها ولدت المسيح... وبناءً على هذا الاعتقاد أنحرف نسطور إلى فصل طبيعة السيد المسيح اللاهوتية عن طبيعته الناسوتية وجعل للمسيح طبيعتين (بدعة الطبيعتين والمشيئتين). وقد وضع البابا كيرلس الأول عامود الدين حِرمانًا لكل مَنْ قال أن العذراء ليست هي والدة الإله وان عمانوئيل هو الله حقًا يكون محرومًا، وقد تم وضع مقدمة قانون الأيمان في هذا المجمع. خامسًا: عقيدة الثيؤطوكوس -والدة الإله- في الكنيسة الأرثوذكسية: أول من اعترض على هذه التسمية هو نسطور بطريرك القسطنطينية الذي كان يظن أن المسيح طبيعتان وشخصان إله وإنسان وحيث أن العذراء مريم بوصفها إنسانة ولدت الطبيعة الإنسانية فهي تدعى أم يسوع وليست أم الله أو والدة الإله وقد تصدى له البابا كيرلس الأول الكبير الملقب بعمود الدين البابا 24 مؤكدًا أن تلقيب القديسة مريم بوالدة الإله ضرورة لاهوتية تحتمها حقيقة التجسد الإلهي فالتجسد في الإيمان الأرثوذوكسي هو اتحاد كامل بين الطبيعيتين فالمولود من العذراء هو ابن الله المتجسد وليس مجرد إنسان. وشرح هذا المثل: كما أن الروح والجسد ينشأن كلاهما داخل المرأة مع أن الروح لا يمكن أن تكون وليدة المرأة هكذا الكلمة المتجسد نما ناسوته داخل العذراء ومع ذلك فجسده لم يكن مجرد جسد إنساني ولكنه جسد متحد بالكلمة ولو أن هذا الجسد لم يكن سوى أداة لكان شبيها بأجساد موسى وغيره من الأنبياء إنما كان اتحاد كامل بين طبيعيتين بلا امتزاج ولا اختلاط ولا تغيير. ولا نقول بالطبع أن الله الكلمة اخذ بدايته من جسد العذراء حاشا لأنه موجود منذ الأزل فالكتاب المقدس يقول " في البدء كان الكلمة.... فأقنوم الابن له ميلاد أزلي مع الآب وميلاد آخر زمني من أحشاء العذراء مريم. "ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولود من امرأة مولودا تحت الناموس" (غل 4: 4). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|