رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إرمياء النبي الباكي ← اللغة الإنجليزية: Jeremiah - اللغة العبرية: יִרְמְיָה - اللغة اليونانية: Ἰερεμίας - اللغة السريانية: ܐܪܡܝܐ - اللغة القبطية: Iermiac. حياة إرميا: لقد دعا الرب إرميا للخدمة كنبي وهو بعد شاب (1: 6) في نحو العشرين من عمره، في السنة الثالثة عشرة للملك يوشيا (1: 2، 25: 3) في سنة 627 ق.م. وظل نشيطًا في خدمته من ذلك الحين حتى خراب أورشليم في 586 ق.م، طيلة حكم الملوك يوشيا ويهوآحاز ويهوياقيم ويهوياكين وصدقيا، وحتى بعد سقوط أورشليم، ظل يتنبأ وهو في مصر لعدة سنوات على الأقل، فامتدت خدمته نحو خمسين عامًا. ويحتمل أنه عاش أولًا في عناثوث وكان يتردد علانية على أورشليم في المناسبات والأعياد الكبيرة، ثم سكن أخيرًا في أورشليم، وكان بها في الأيام العصيبة من حصار المدينة وخرابها. ومع أن الملك يوشيا كان يخاف الله ومستعدًا لخدمة يهوه، وسرعان ما أعلن اصلاحاته حسب شريعة يهوه، في السنة الثامنة عشرة من ملكه ، إلا أن إرميا عندما دعي لخدمته النبوية، لم يشك اطلاقًا في أن دينونة الله ستحل على المدينة قريبًا (1: 11 وما بعده). وعندما وجد سفر الشريعة في الهيكل بعد سنوات قليلة (2مل 22، 23) أذاع إرميا كلمات " هذا العهد " على الشعب الذين كانوا في المدينة وفي كل نواحي البلاد (11: 1 - 8، 17: 19 - 27) وحثهم بشدة على الطاعة للوصية الإلهية. ولكنه بعمله هذا صار موضوع كراهية شديدة وبخاصة في موطنه عناثوث. بل إن إخوته وأقاربه تآمروا عليه، بإعلانهم أنه من أخطر المتعصبين (12: 6). وعلى أي حال، كانت أيام إرميا في عهد هذا الملك التقي أسعد أيام خدمته، وقد رثاه إرميا عند موته المبكر بمراث حزينة، نوه عنها كاتب سفر الأخبار (2 أخ 35: 25) ولكنها لم تصل إلينا. وكانت أحوال إرميا على غير ما يرام بعد وفاة يوشيا ، فقد تلقي الملك يهوآحاز (شلوم) - الذي حكم ثلاثة أشهر فقط - إعلان القضاء عليه، من إرميا (22: 10 وما بعده). أما يهوياقيم (609 - 598 ق.م) فقد أيد بدوره عبادة الأوثان، وضايق الشعب بمحبته للترف وإقامة المباني الضخمة (إرميا 22: 13 وما بعده)، علاوة على أن سياسته كانت مبنية على الخيانة والغدر، فقد تآمر مع مصر على سيده نبوخذ نصر. وجاءت اللحظة الحاسمة في السنة الرابعة من ملكه، حين انتصر الكلدانيون في موقعة كركميش في غربي أسيا، كما سبق أن تنبأ إرميا (46: 1 - 12) . وفي أيام يهوياقيم ألقي إرميا خطابه العظيم في الهيكل (الأصحاحات 7 - 9، 10: 17 - 25) فصمم الكهنة على قتله (الأصحاح 26)، ولكن الرؤساء ذوي النفوذ أنقذوه من أيديهم، ولكنه تعرض للإهانة من المسئولين تلبية لرغبة الكهنة (ص 20). ونرى من إرميا (36: 1، وما بعده)، أنه لم يعد يسمح له بالدخول إلى الهيكل، ولهذا أمره الرب أن يجمع نبواته في درج، وأن يقرأها للشعب تلميذه الأمين " باروخ" (36، 45). ولما وقع السفر في يد الملك، أحرقه، ولكن إرميا عاد وأملى السفر ثانية على باروخ مع إضافات جديدة. أما يهوياكين أو كنياهو (22: 24 وما بعده) ابن يهوياقيم، فبعد أن حكم ثلاثة أشهر، أخذه نبوخذ نصر أسيرًا إلى بابل، وأخذ معه عددًا كبيرًا من النبلاء وخيرة الشعب (24: 1، 29: 2) كما سبق وتنبأ إرميا (22: 20 - 30)، ولم تتحسن الأمور في عهد صدقيا (596 - 585 ق.م) مع أن الملك نفسه لم يكن معاديًا لإرميا مثلما كان يهوياقيم، ولكن كان أكثر الناس كراهية له هم الأمراء وقادة الجيش الذين أصبح بيدهم الأمر بعد أن اجليت أفضل طبقة من الشعب إلى بابل. وظلوا في تمردهم ضد بابل، مما اضطر إرميا معه إلى معارضة حركة وطنية من ذلك النوع. وأخيرًا جاء الجيش البابلي لمعاقبة الملك الخائن الذي دخل مرة أخرى في تحالف مع مصر. لقد نصحه إرميا بإلحاح بالخضوع، ولكن الملك كان ضعيفًا وجبانًا جدًا أمام نبلائه، فطال الحصار، وسبب معاناة رهيبة في حياة إرميا، إذ ألقاه قادة الجيش في سجن قذر متهمين إياه بالخيانة (37: 11 وما بعده) أما الملك الذي استشاره سرًا، فقد أخرجه من السجن ووضعه في دار السجن (37: 17 وما بعده) حيث استطاع أن يتحرك بحرية وأن يتنبأ مرة أخرى. وإذ حل القضاء، أمكنه أن يتحدث عن رجاء المستقبل (32، 33). ويحتمل أن أصحاحي (30، 31) يشيران إلى تلك الفترة، ولكن بسبب استمرار ندائه للشعب بالتسليم ، ألقاه المسئولون في جب موحل، ولكن أحد رجال البلاط - عبد ملك - أشفق عليه وأنقذه (39 : 15 - 18)، فعاد مرة أخرى إلى دار السجن، وبقى هناك حتى فتحت أورشليم. وبعد احتلال المدينة، عامله البابليون باحترام عظيم عندما علموا أنه تحدث لصالحهم (39: 11 - 40: 1 وما بعده) وأعطوه حرية الاختيار بين الذهاب إلى بابل أو البقاء في وطنه، ولكنه قرر البقاء، وذهب إلى جدليا الوالي في المصفاة، وكان جدليًا إنسانًا جديرًا بالثقة، ولكن عندما اغتال المعارضون الأثمة هذا الرجل بعد فترة وجيزة ، قرر اليهود الذين كانوا قد تُركوا في فلسطين - مهددين وخائفين من انتقام الكلدانيين - أن يهاجروا إلى مصر، فحذرهم إرميا بشدة وأنذرهم بانتقام يهوه إذا أصروا على ذلك (42: 1 وما بعده)، ولكنهم أصروا على رأيهم، بل وأجبروا النبي الشيخ على الذهاب معهم (43: 1 وما بعده)، وكانت وجهتهم الأولى مدينة تحفنحيس في مصر السفلى (الوجه البحرى ) وهناك واصل إرميا مناداته بكلمة الله لزملائه الإسرائيليين ونجد شيئًا من ذلك في (43: 8 - 13)، وفي عظته في الأصحاح الرابع والأربعين، التي قالها في وقت لاحق، ولكن قبل 570 ق.م. ولا بد أن إرميا كان قد بلغ في ذلك الوقت مابين السبعين والثمانين من عمره ويحتمل أنه مات بعد ذلك بقليل في مصر. ويقول بعض آباء الكنيسة إن اليهود قد رجموه حتى الموت في تحفنحيس. (جيوم وترتليان … وغيرهما)، ولكن ليس لهذا القول ما يؤيده تمامًا، وهو أشبه بالتقليد اليهودي الذي يقول إنه أخذ من مصر إلى بابل ومعه باروخ بأمر نبوخذ نصر، وهناك مات. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|