رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نُعمان ويهورام
وأَتى (نعمان) بالكتاب إلى ملك إسرائيل (يهورام) يقول فيه: ... هوذا قد أرسلتُ إليك نُعمان عبدي فاشفِهِ من برصه ( 2مل 5: 6 ) وصل نعمان إلى السامرة بحاشيته وهداياه، وقبل أن نرى نعمة الله تفيض إليه، نرى صورة الإنسان كما هي من نواحي مُتعددة. ففي نعمان نرى رجلاً ذا حاجة شاعرًا بعوزه ولكنه لا يستطيع أن يحصل عليه بمجهوده. وفي خطاب ملك أَرام نرى صورة الإنسان كما هو بالطبيعة جاهلاً الله تمام الجهل، فالجارية الصغيرة تكلمت عن نبي الله، أما الملك فيكتب إلى ملك إسرائيل لكي يشفي نعمان من برصه. وليس في الخطاب أي فكر عن الله لأن أفكاره طبعًا لم تتعّد دائرة المنظور «هوذا قد أرسلت إليك نُعمان عبدي فاشفِهِ من برصِهِ» (ع6). فقال ملك إسرائيل عندما قرأ الخطاب: «هل أنا الله لكي أُميت وأُحيي، حتى إن هذا يرسل إليَّ أن أشفي رجلاً من برصِهِ؟» (ع8). وقد قال حقًا، لأنه لا يستطيع أن يشفي الأبرص إلا الله وحده. ولكننا نرى فيه صورة من رجل الارتداد، فهو يعرف شيئًا عن الله ولكنه لا يعرف الله. قامت أمامه صعوبة لم يستطع حلها، فمزَّق ثيابه وتكلم مع مُشيريه ولكنه لم يفعل شيئًا لأنه قد تخلى عن الملاذ الوحيد في الضيقات، وأهمل مصدر الحكمة ومكان الطمأنينة. قد شعر أن الخراب أمامه وافتكر أن الشر قد بُيّت له ولم يعرف ماذا يفعل. يا لها من صورة مُذرية لأحد أفراد شعب الله! كان ملك أَرام يجهل الله بحسب الظلام الطبيعي، أما ملك إسرائيل المرتد عن الله، لم يجد لنفسه مُستقَرًا ولم يعرف ملاذًا يركض إليه في يوم الشدة. وما أكبر الفرق بين تصرف يهورام وتصرف حزقيا عندما استلم هو الآخر خطابًا من ملك أُممي! قد قرأه حزقيا ونشره أمام الرب ونال منه الجواب، أما يهورام فقرأه وفكَّر فيه بعقله ولم يعرف لله سبيلاً. وكيف يعرف وقد أهمل حقه وترك عبادته عَلنًا؟ ولكن لله شاهدًا في السامرة، النبي المتمتع بالشركة مع الله. فالشخص الذي اهتز له بلاط الملك وارتبك، لا يُخيف النبي بالمرة لأنه يعرف كيف يتصرف في الموضوع «ليأتِ إليَّ فيعلم أنه يوجد نبيٌ في إسرائيل» (ع8). لم يسمع نعمان من يهورام عن نبي الله، ولم يرَ فيه إلا صورة الارتداد، ولكنه عندما يصل إلى أليشع سيتعلم منه عن الله وقدرته على العمل. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنت تعبان من أيه وزعلان من أيه؟ |
ثم مَنْ كان نُعمان؟ كان رجلاً جبار بأس |
صورة نُعمان السرياني |
نُعمان السرياني |
إيليا يعلّم الملكين أخزيا ويهورام |