رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير
إنجيل القدّيس لوقا 12 / 42 – 48 قَالَ الرَّبُّ يِسُوع: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟ طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا! حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ. أَمَّا إِذَا قَالَ ذلِكَ العَبْدُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي في مَجِيئِهِ، وَبَدأَ يَضْرِبُ الغِلْمَانَ وَالجَوَارِي، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَر، يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَوْمٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وَفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُها، فَيَفْصِلُهُ، وَيَجْعلُ نَصِيبَهُ مَعَ الكَافِرين. فَذلِكَ العَبْدُ الَّذي عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَمَا أَعَدَّ شَيْئًا، وَلا عَمِلَ بِمَشيئَةِ سَيِّدِهِ، يُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا. أَمَّا العَبْدُ الَّذي مَا عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَعَمِلَ مَا يَسْتَوجِبُ الضَّرْب، فَيُضْرَبُ ضَرْبًا قَلِيلاً. وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر. التأمل: “وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير….” أعطيتنا يا رب الفكر والارادة والحريّة، أعطيتنا النفس والجسد والأهواء والرغبات والعواطف والاحلام، عطاء الحياة بحد ذاتها.. أعطيتنا يا رب مواهب غنية ومتنوعة لا حد لها، ووزنات ثمينة جداً لا تقدر، أعطيتنا أن نكون في ذاتنا وشخصيتنا وذكائنا وكياننا الحر والمستقل كل ذلك وبشكل مجاني لا بل دفعت ثمن حريتنا على الصليب. ولم تطلب بالمقابل سوى الأمانة على ما وهبتنا من نعم وخيرات… أعطيتنا نعمة “الحب” وطلبت منا أن نحترم “عهود زواجنا” وسألتنا أن ننتبه كأزواجٍ الى زوجاتنا وكزوجات الى أزواجنا وأن نتحمّل مسؤولية تربية أبنائنا ليس فقط من الناحية المادية أي تأمين حاجاتهم البيولوجية بل أكثر من ذلك أن نكون مثالاً لهم في عيش قيم العطاء والخير والامانة والاحترام وكرم الأخلاق وطهارة النفس والجسد.. حذرتنا يا رب من خطورة نقض عهود الزواج، ومن التراخي في موضوع الأمانة الزوجية ونظرًا لأهمية هذا الموضوع بالنسبة لك، لأن مستقبل البشرية كله يتعلق بسلامة العائلة النواتية وديمومة الحب فيها، جعلت من نفسك شاهداً على عصيان الحب وخيانة العهد ونقض الوعد… ” من أجل أن الرب هو الشاهد بينك وبين امرأة شبابك التي غدرت بها، وهي قرينتك وامرأة عهدك… فاحذروا لروحكم ولا يغدر أحد بامرأة شبابه.”(ملاخي ٢ / ١٤ – ١٥) نعم يا رب فينا وبيننا من لا يستطيع احترام عهود زواجه فكل شيء يتهاوى في البيت ومن ثم في المجتمع. فينا وبيننا من لا يستطيع احترام الكلمة التي قطعها لشريكه أمام مذبح الرب والكنيسة المجتمعة المتمثّلة بالكاهن والاشبينين والاهل والأقارب والاصدقاء فكيف له أن يعطى الكثير؟؟.. حذّرتتا من خيانة الأمانة الزوجية التي ينتج عنها ذرية شريرة لما لها من تأثير سلبي ومباشر على الأولاد. فهّمتنا أن الديانة الحقة هي حفظ الأمانة “لتكن نعمكم نعم ولاءكم لا” فكيف يمكن لمن اختبر جحيم خيانة أهله عهود زواجهما أن يحترم كلمته؟؟ لقد اعتاد الناس حياة الكذب فنتج عنها تدمير العائلة. فإذا التقى في البيت الواحد عنصر عدم الأمانة مع عنصر حب الظهور وعبادة الذات واللذات والتهرب من المسؤولية فكيف يمكن للحب أن يصمد؟ وكيف يمكن للحياة أن تكون ؟ سألتنا :”كيف تأتون الى الهيكل في حين أن هيكل جسدكم قد تدنس؟” وأكدت لنا بشكل قاطع أن “من يصعد الى جبل الرب… غير الطاهر اليدين والنقي القلب”(مزمور 24 / 3 و 4). أعطنا يا رب أن نكون أمناء على ما أوكلتنا إياه، أعطنا أن نُخضع إرادتنا لارادتك، ونُغذي عقلنا بحقك، ونُطهر مخيلتنا بجمالك، ونملأ قلوبنا بحبك، أعطنا ضميرا وعقلا ومخيلة وقلباً وارادة متحدة بك كي نعبدك بالامانة والروح والحق. آمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|